تواصلت فصول تراجيديا المغنية اللبنانية الراحلة سوزان تميم، إذ زعم بطل العالم في رياضة الملاكمة الحرة «الكيك بوكسينغ» العراقي رياض العزاوي في مقابلة صحفية أجرتها معه صحيفة «صنداي تايمز» أنه تزوج من تميم وأمضى معها 18 شهرا وهما في حالة قلق وخوف على حياتها.

Ad

زعم العزاوي أنه كان تزوج تميم بعدما التقاها أثناء تسوُّقها في متجر هارودز، إلا أن ذلك يتعارض مع إصرار زوجها الثاني عادل معتوق على أنها ماتت وهي ما زالت على ذمّته. أردف العزاوي أنها كانت تتلقى تهديدات أثناء إقامتها معه في لندن، وأنه عرض عليها 50 مليون دولار لتعود إليه، وإلا فإنه سيدفع مليون دولار لمن يقتلها. لم تكتب الصحافة العربية كثيرًا عن الملاكم العراقي الأصل، ولم تهتم بعلاقته بتميم على النحو اللازم، إذ ركزت اهتمامها على الملياردير المصري هشام طلعت مصطفى ربما لأنه مقرّب من نجل الرئيس المصري، والمفارقة أن وسائل إعلام كثيرة وجدت ما يشبه «التسلية» في الحديث عن الجريمة المروّعة، مرة تحاكم الملياردير المصري ومرة أخرى تقدّم له صك براءة.

كُتب الكثير عن تميم وسيُكتب الكثير أيضًا، والأرجح أن قصّتها ستتحول فيلمًا سينمائيًا في القريب العاجل لأنها تراجيديتها متشابكة بين مجموعة عواصم من بيروت الى القاهرة ودبي ولندن، مسلسل مكسيكي «اكشن» بين أبطالها الأب والزوج المنتج ورجل الأعمال الملياردير والعشيق الرياضي والضابط الأجير والأخ والجدة، وكل واحد من هؤلاء يريد رواية الحكاية كما يريد.

المفارقة الغريبة قبل أن تكون في هذيانات الرجال أمام المغنية الجميلة، هي في لعبة الأرقام في الفن والتي لاحظناها في سيرة المغنية الراحلة، سيرة تثبت أن كل شيء بات وزنه من خلال أرقامه، من الحفلات الى الثياب الى الهواتف النقالة والسيارات. حين نُشر خبر مقتل تميم، سارعت وسائل الإعلام الى القول إنها تسكن شقة ثمنها 750 الف دولار في دبي، معيار الحديث عن ثمن الشقة هو إشارة الى الحديث عن أهمية القتيلة او ثروتها، وعندما أُلقي القبض على الضابط المصري المتّهم بقتلها قيل إنه تلقى مليوني دولار ثمنًا للجريمة، معيار «الرقم» هنا أشد فداحة، يدلّ على الحقد الدفين الذي يكنّه المحرّض على الجريمة، فعندما يدفع الملياردير المصري مليوني دولار ثمنًا لرأس المغنية تصبح القصة أكثر من مكسيكية، بل إن المبلغ المالي جعل الضابط يتسرع في التخطيط للجريمة، ليكون في قبضة القوى الأمينة قبل أن يرى العملة الخضراء بين يديه. رقم آخر استحوذ على اهتمام وسائل الاعلام وهو ثلاثة مليارات دولار يملكها هشام طلعت مصطفى، كان سؤال بعضهم من أين له هذا؟ كان الجواب أنه مقرب من جمال مبارك نجل الرئيس المصري، وهذا الأمر جعله يكون ثرياً بسرعة قياسية، وذلك أيضا إشارة الى دهاليز الفساد والثراء غير المشروع.

تلك لعبة الأرقام، وفي أروقتها عاشت تميم على وقع الصفقات والإشاعات والأقاويل المسنوبة اليها والى زوجها المنتج، تقول المصادر المتابعة إن زوجها الأول علي مزنر رفض طلاقها، إلى أن قرر المنتج عادل معتوق أن يتزوجها، فدفع للأول مبلغ مليون دولار أميركي، وصار المليون دولار حكاية بين المطربة والمنتج، ووصلت الأمور الى بيت الطاعة وهلمّ جرا. نُقل عن أحد المحامين قوله إنه من ضمن الأسباب التي أدت إلى مقتل الفنانة بتلك الطريقة البشعة هو زواجها أكثر من مرة وطمع والدها وبحثه المستمران عن الأموال». كذلك كشف عن أنها أكدت له بأن والدها كان يستغلها بعد أن يقوم بالاتفاق مع شركات الإنتاج على إحياء «نجلته» الفنانة الراحلة حفلات من دون علمها.

الأرقام المالية «جنون» أهل الفن، جنون آخاذ في زمن العولمة والفن والجسد، سباق محموم بين معظم الفنانين والفنانات في البحث عن تحقيق أكبر قدر من الأرقام لأنها قرينة الشهرة ولعبة الميديا. «جنون» جميل يتحول كابوسًا على بعض المشاهير، ولا ضرر إن قلنا إن الجميلة سوزان تميم كانت ضحية لعبة الأرقام وغوايتها.