بينما تفتح صناديق الاقتراع أمام الكويتيين غدا السبت ليختاروا برلمانهم المقبل، سيكون لليوم الجمعة طعم مختلف، وروتين خاص، كونه اليوم الأخير قبل التصويت، إلى جانب اعتباره أكثر أيام الأسبوع اجتماعيا.

Ad

فيوم الجمعة، هو اليوم الذي يجتمع فيه الكويتيون عادة على المستوى العائلي، وفيه أيضا تفتح الديوانيات أبوابها استثنائيا فترة الظهيرة، بعد أداء المصلين صلاة الجمعة، ليلتقوا فيها ويتباحثوا أبرز أحداث الأسبوع الذي تطوي الساعات خيامه، وعليه، سيكون اليوم هو يوم الحسم الفعلي لخيارات الناخبين، متى ما تجمعوا وراحوا يزكون فلانا من المرشحين على آخر، أو متى ما مالت دفة خياراتهم تجاه أحدهم، مقابل تدني شعبية أحد منافسيه.

التحدي الكبير

أما المرشحون لانتخابات مجلس الأمة، فسيكونون اليوم أمام تحدٍ كبير، فرضته من جانب، وفاة الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله، الأمر الذي دفعهم الى تعليق نشاطاتهم السياسية مدة الحداد الرسمي الذي ينقضي اليوم، ما أدى الى حرمانهم طوال اليوميين الماضيين من التواصل مع ناخبيهم، إلى جانب يقينهم، بأن اليوم هو يوم الاختبار الحقيقي والمقياس لقوتهم الانتخابية.

الكويت، أكدت علو كعب نظامها السياسي، فرغم توقيت وفاة سمو الأمير الوالد، إلا أنها أبهرت بتأكيدها فعليا، أنها دولة مؤسسات وليست دولة عشائرية، تقف الحياة فيها متى ما وافى الأجل، أحد رموزها، لتنوح النائحات، ويلفها الحزن العميق، وهو ما سيثبته الكويتيون الذين سيذهبون غدا الى صناديق الاقتراع، لاختيار برلمانهم المقبل، حزينين على فقد أحد المساهمين في وضع الدستور الذي يتفيؤون بظله، ومؤكدين في الوقت نفسه أن الحياة تسير، والكويت تستحق منا أن نتجاوز الحالة، لنصنع المستقل.

طروحات المرشحين

ومن غير المستغرب، أن تتقاطع أطروحات المرشحين اليوم في بعض كبريات الدواوين المؤثرة في المناطق، والتي ستفتح أبوابها أمامها، لإعطائهم الفرصة الأخيرة لتقديم أنفسهم، وليقولوا ما لديهم، لتبدأ بعدها حملات شحذ الهمم المباشرة وغير المباشرة، وقياس الرأي، فلا مجال اليوم للخطأ، وليس هناك من بد سوى استنزاف الرصيد الشعبي للمرشح وتجييره لمصلحته، وترجمة ذلك، بضمان وجوده ضمن دائرة الخيارات الأربعة الأولى لكل ناخب في دائرته الانتخابية. «التوجب» وهي تعني بالدارجة الكويتية وضع الاعتبار والتقدير، سيبلغ اليوم مداه حد التطرف، وسيجامل الكويتيون بعضهم بشكل مفرط، فلا صوت يعلو على صوت الانتخابات، التي ستنتهي مع إغلاق صناديق الاقتراع في الثامنة من مساء غد.

ووجبة الغداء اليوم، ستكون بمثابة «الغداء الأخير» للمرشحين ومناصريهم، فالكل سيتنافس لجذب أكبر عدد ممكن من الناخبين، والاستفادة من دخول الكويت في مزاجين للتصويت غدا، الأول بتطبيق نظام الدوائر الخمس، ووجود فسحة من الأمل بعدم حسم الناخبين لخياريهم الثالث والرابع، والثاني بوجود حالة من الاستياء والرغبة بالتغيير، وهو ما يعني أن وجبة غداء اليوم سيكون لها شأن أكبر من مجرد لقاء اجتماعي، بل ستأخذ بعدا سياسيا، أكبر ربما مما تتحمله الكويت.