• تمر اليوم على الكويت الذكرى السادسة والأربعون على إصدار الدستور الذي ينظم آلية التعاون بين الأطراف السياسية كافة، ولكن ماذا عسانا أن نقول عندما تغيب حكمة الحوار؟ ويصبح الانسياق الأعمى وراء الشهرة وتسجيل المواقف هدفا؟ نقول «للصمت فضيلة»!

Ad

• رسالة ظريفة استلمتها الأسبوع الماضي عن «التعاسة» التي سرقها الأغنياء من الفقراء بسبب الأزمة المالية، يقول كاتب الرسالة إن التعاسة للفقراء، ولكن ما نراه اليوم هو سرقة في وضح النهار... فالتعاسة اليوم أصبحت للأغنياء فقط، حيث صاحبتها أمراض السكر والضغط والأرق والاكتئاب بسبب ضياع الثروة في البنوك، وأضم صوتي وقلمي لكاتب الرسالة، وأقول إننا رفعنا شعارا جديدا في السوق ألا وهو «الاكتئاب في البورصة»!

• انتهت المعركة الانتخابية في أكبر دولة في العالم، وأتى رئيسٌ حملته إلى كرسي الرئاسة رغبة شعبية في التجديد، وتخطى حواجز تاريخ التمييز العنصري، وأنهى احتكار سلطة الرجل الأبيض لمقاليد الحكم، وواجه هيلاري كلنتون زوجة الرئيس الأميركي السابق ثم هزمها، وانتقل من معركة الحزب الى معركة أكبر طاف خلالها الولايات المتحدة حتى أصبح رئيسا لها، وتصدرت بعد فوزه الصحف عبارة «وسقطت حواجز العنصرية أمام قرار الناخبين»... إنها فعلا علامة فارقة في تاريخ الولايات المتحدة... بعد إدارة عانت تعثراً استراتيجياً، واليوم بات الحضور الأميركي ضرورة من بوابة الأزمة الاقتصادية العالمية، وعلى الرغم من حاجة الرئيس الجديد إلى «معجزة» لتحفيز الشركات الأميركية، و«معجزة أخرى» لمواجهة الملايين من العاطلين عن العمل، فإن الفرحة التي عاشتها أميركا لحظة فوزه «هي التغيير وهي المعجزة»، أما العالم العربي فيترقب ملفات عديدة، منها إعلان قيام الدولة الفلسطينية الذي فشل حتى الآن ثلاث مرات، وغياب ضمانات وضع القدس وعودة اللاجئين، وتعثر عسكري في العراق وأفغانستان، إلى جانب خضوع الوجود العسكري الأجنبي في المنطقة لتشريعات واضحة تضمن محاسبته إذا أخطأ، ووعود بإغلاق سجن غوانتانامو، والتدخل الإيجابي في مناطق النزاع المتعددة كالصحراء الغربية وسط ارتفاع الأصوات التي ترى التطبيع معاكسا لمنطق التاريخ والجغرافيا، وإخلاء المنطقة من السلاح النووي، وهذا يؤكد باعتقادي أن ولاية واحدة لأوباما لن تكفي.

كلمة أخيرة:

• في حياتنا شخصيات مؤثرة مارست العمل التطوعي كرسالة، ثم انسحبت تاركة الساحة لعشاق الظهور و«الرزة» الاجتماعية... متى تقزم وزارة الشؤون بتوثيق العمل التطوعي... ودور النساء المحسنات في عمل الخير؟!

• لم أفهم سر سعي بعضهم إلى إثارة الرأي العام العربي، بسبب حضور إسرائيل مؤتمر حوار الأديان الذي سيعقد تحت مظلة الأمم المتحدة غدا، فشعار المؤتمر تشجيع الحوار بين جميع الأديان، وجميعها تعاني التطرف والغلو... المؤتمر عقد بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين بنجاح في مدريد هذا العام، ويستمر اليوم تحت مظلة منظومة الأمم المتحدة.