حجاب أسيل... لهجة رولا
الهجوم الذي تتعرض له كل من المرشحتين أسيل العوضي ورولا دشتي يأتي في سياق الجو الانتخابي في الظاهر، أما الباطن فينبئ بالموقف الاجتماعي- الديني السائد تجاه المرأة في مجتمعاتنا.
محاولات التشويه التي تقودها مجاميع التخلف ضد المرشحتين د. رولا دشتي ود. أسيل العوضي في موسم الانتخابات التي ستطوي يوم 16 مايو الجاري، يجب أن تقرأ من زاوية حروب الأجواء الانتخابية، وهي معتادة في مثل هذه المناسبات، لكن خصوصيتها تكمن في كون مَن يتعرض للتجريح هنا نساء.أسيل ضد الحجاب، ورولا لاتتقن اللهجة الكويتية... نكتتان سمجتان بحق أكثر المرشحين الجدد تأثيراً في المشهد الانتخابي الفائت والحالي، وهو قد يكون السبب في مهاجمتهما الآن بالذات.أسيل شرحت وجهة نظرها في موضوع طرق تدريس مواد الفلسفة التي تختلف بالتأكيد عن أسلوب تدريس الأطفال أو حتى طلبة الثانوية، وهي طرق علمية تركز على شحذ ذهن الطلبة نحو التفكير العلمي وتكوين القناعات بعد الدخول في نقاشات عامة تقوي قدرتهم على الحوار في حياتهم العامة وليس فقط بين جدران فصول التدريس، ولو قدر لي أن أكون بمكانتها العلمية ومكانها الوظيفي لاتخذت الأسلوب نفسه في التدريس، ومادام الحديث عن الحجاب فسيكون من المفيد الحديث حول مفاهيم الحشمة وربطها بنمط الأزياء المنفلتة باسم الموضة في أوساط بعض المحجبات اليوم. ومن ناحية شخصية لا يهمني لو جاءتني ابنتي وأخبرتني في رغبتها في ارتداء الحجاب ففي لحظتها سيكون السؤال الأهم لدي هو: لماذا تريدين ارتداءه؟ فالإجابة هنا ستكون مهمة جداً، فمتى اقتربت البنت من مفهوم الحشمة، فإن تلك الإجابة ستكون مرضية، أما إذا كان الأمر لمجرد تقليد صديقة فهنا سيكون الأمر مختلفاً. قرأت رأي د. أسيل وفهمت شيئاً مغايراً لما يطرح ضدها كونها ضد الحجاب، فهي تتحدث عن طرق تدريس، لكن خصوم وأعداء المرأة يجيرونه للانتخابات! وهنا تكمن الوقاحة.د. رولا، الرائعة في الطرح والروح الوطنية، هي الأخرى تواجه ما يشبه الانطباع الاجتماعي بدعوى أنها لا تتقن اللهجة الكويتية... هكذا وبكل صلف ألغينا كيان امرأة كويتية "تعبت على روحها"، وصرفت الأموال الطائلة للحصول علي درجة الدكتوراة، وهي تريد أن تتصدى مع أختها د. أسيل للشأن العام مناصفة مع إخوانهما الرجال، ليأتي من لا يروق له طريقتها في الكلام! والمثير للاستغراب هنا أن من بيننا من يفتخر بأبنائه أمام الناس لو "خلَّطوا" في كلامهم "شوية" كلمات إنكليزية "لزوم التباهي" أمام الناس، ويفرحون لو أن أبناءهم أطلقوا كلمات أجنبية علي بعض ما تقع أعينهم عليه، لكنهم لايتحملون د. رولا إن مزجت في حديثها بعض الكلمات من اللهجة اللبنانية الجميلة والتي ستزين مضابط مجلس الأمة بعد 45 سنة من العمل بالدستور.كنت قد أعطيت صوتي لأربعة مرشحين في انتخابات 2008 بينهم د. أسيل ود. رولا عن قناعة، وفي 16 مايو سأقوم بالفعل نفسه لأنني معجب بطريقة تدريس "أبله أسيل"، و"حاب" أسمع د. رولا وهي "بتحكي" عن الاقتصاد الكويتي الذي تدهور بسبب ذكاء الحكومة وبعض النواب الأفاضل الذين يجيدون اللهجة الكويتية! كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء