آخر وطن: واللَّه عيب!
عندما سنَّ الرئيس المصري أنور السادات قانون العيب خلال فترة رئاسته، واجه انتقادات لاذعة لهذا القانون الغريب، والذي كان هو بمنزلة العيب نفسه!!
أعتقد أنه آن الآوان لتشكيل لجنة من رجال القانون ونخبة من المثقفين والتربويين والمفكرين ولا مانع من إشراك بعض الشخصيات المهتمة بوجود بيئة صالحة للعيش الإنساني الكريم، ضمن إطار أخلاقي يحمي المبادئ الإنسانية العظيمة، وتكون مهمة هذه اللجنة هي إحياء قانون العيب آنف الذكر، وإجراء التعديلات اللازمة عليه وتطبيقه بحزم على شريحة الفنانين في الخليج. كلما شاهدت لقاء تلفزيونيا مع أحد فنانينا أو فناناتنا خصوصا الخليجيين، أو قرأت حواراً صحافياً له أو لها، تواريت من شدة خجلي، وتمنيت لو أن الأرض تنشق لتبتلعه أو تبتلعها، ان ما يصدر منهم غثاء... وقرف... يرددونه بلا حياء، والمشكل الحقيقي ان جميع البرامج غير الخليجية تتسابق لاستضافة هؤلاء، وتحرص على وجودهم بمناسبة ومن دون مناسبة، ولا أظن أن الأمر يخلو من نوايا سيئة تجاه أهل الخليج، فأنا أظن أن المراد هو إيصال رسالة إلى العالم أجمع مفادها: تفضلوا... شاهدوا بأم أعينكم... واسمعوا بآذانكم تفاهات أهل الخليج من خلال نخبتهم، ومبدعيهم! ترى فنانا خليجيا يلقبونه بفنان العرب في إحدى المقابلات التلفزيونية، منشكحاً في جلسته، ممداً رجليه وكأنه في مجلسه الخاص، أو كأنما هو أبو حنيفة زمانه حين «آن له أن يمدِّد رجليه»، ليملأ الوقت المخصص للقاء غرورا، وصبينة فارغة، وجهلا مخيفا، ويمنح الرسول الأعظم والذي أرسله الله للبشرية جمعاء، يمنحه المواطنة! فيسارع علية القوم والغيورون على مصلحة فنانهم بلملمة الموضوع وترتيب لقاء تلفزيوني له في برنامج آخر، وعندما سُئل هذا الفنان عما قاله في ذلك البرنامج، قال إن ذلك مجرد «إجابة غير موفقة»!! وبرغم من محاولة المذيع اللبقة في جعل الفنان يبدو كمن يشعر بفداحة الخطأ، فإن غرور هذا الفنان يمنعه من الاعتراف الصريح بخطئه الغبي، ويصر على أنها إجابة غير موفقة. ثم تأتي الطامة الأكبر في الحلقة التالية للبرنامج الذي فجّر فيه فناننا المدهش تصريحه السابق، حين استضاف البرنامج فنانة الخليج الأولى كما يطلقون عليها، وإذ بها كعادتها في كل حوار، تلقي في مسامعنا كل ما حملت في جوفها من تفاهة، وبله، وغباء، لتمارس «شغل العوالم» والطقاقات في الردح والقدح في زميلاتها الأخريات اللاتي لا يزدن عنها في مكارم الاخلاق الحميدة والذوق ولا يقللن عنها في الجهل. وهذا الفنان وهذه الفنانة ليسا إلا مثلا لمعظم فنانينا للأسف الشديد، والذين يتم عرض بضاعتهم الفكرية بشكل متواصل في جميع وسائل الإعلام وللعالم أجمع!! من أجل ذلك أطالب وبشدة بإحياء قانون العيب وتطبيقه لدينا على الفنانين الذين أصبحوا يفعلون ما يشاؤون، لأنهم لم يعودوا يستحون!