المسؤولية الاجتماعية تعني دور الأفراد والقطاع الخاص والمجتمع المدني والتشريعات الحكومية في المساهمة في عملية التنمية المستدامة من خلال غرز القيم الأخلاقية والإنسانية في المجتمع، والمساهمة في تحسين قطاعات مختلفة مثل التعليم والصحة والبيئة.

Ad

«نقسم أن ندافع دائما عن حقوق الأطفال في المستشفيات... وأن نجعل الإنسانية معيارنا الأساسي في كل موقف... وأن نطبق القانون على أنفسنا... وأن نزرع حديقة بيتنا ونساعد على التخضير... وأن ندافع عن حقوق المرأة والإنسان في كل ميدان... ونقسم أن نكون متسامحين مع من يختلف معنا... وأن نحترم الأديان... ونقسم أن نجعل الحاضر أحلى من الماضي».

هكذا عبر المثقفون والناشطون والفنانون والمطربون من خلال حملة «أقسم» بكلماتهم التي خرجت من القلب لتصل إلى القلب، ولتشيع جواً من التفاؤل نحن في أشد الحاجة إليه، فرسالة هذه الحملة هي تحمّل «المسؤولية الاجتماعية». وفي الوقت الذي يزدهر فيه هذا المفهوم في الدول المتطورة، ولاسيما ثقافة «المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات»، يغيب هذا المفهوم لدينا بشكل واضح وجلي، والسبب في ذلك يعود لقلة الوعي في ما يتعلق بثقافة «المسؤولية الاجتماعية»، وخلط هذا المفهوم بالتبرعات الخيرية القصيرة الأجل التي لا تلتزم كما قيم «المسؤولية الاجتماعية» بالتنمية كعملية تضمن الديمومة وذات أثر فاعل في المجتمع.

والمسؤولية الاجتماعية هنا تعني دور الأفراد والقطاع الخاص والمجتمع المدني والتشريعات الحكومية في المساهمة في عملية التنمية المستدامة من خلال غرز القيم الأخلاقية والإنسانية في المجتمع، والمساهمة في تحسين قطاعات مختلفة مثل التعليم والصحة والبيئة، الأمر الذي يعزز من مفهوم المواطنة وثقافة الحقوق والواجبات.

نشهد في الكويت خطوات مهمة في هذا المجال من خلال مؤتمر الكويت الثالث للمسؤولية الاجتماعية الذي عقد في الشهر الفائت بتنظيم من شركة «وي» للخدمات الإعلامية المتكاملة التي تسهم في نشر ثقافة «المسؤولية الاجتماعية» وأهميتها للمجتمع، مدركة بذلك أهمية القطاعات المختلفة ولاسيما القطاع الخاص في الانخراط بالعملية التنموية في المجتمع كحق، وليس من باب الإحسان والصدقة، والذي سيعود في النهاية بالفائدة على الشركات والمجتمع على حد سواء، إذ ستتحسن سمعتها وعلاقاتها العامة، وبالتالي أرباحها كونها عضواً فعالاً وآمناً في المجتمع. فالتقارير الاقتصادية الدولية تشير إلى أن الشركات التي تلتزم بالمسؤولية الاجتماعية تحقق أرباحا أكثر من تلك الشركات التي لا تعمل بها، وأن الأغلبية العظمى في الدول المتقدمة تفضل الشراء من الشركات التي لديها دور في الخدمة الاجتماعية.

وأخيراً، كم نحتاج لتلك الجهود اليوم في ظل غياب هذه الثقافة في مجتمعنا... شكراً من القلب لكل من ساهم في عملية تعميق وتحفيز المسؤولية الاجتماعية... وشكراً لاعتدال العيار رئيس اللجنة المنظمة ومدير عام شركة «وي» للخدمات الإعلامية المتكاملة... وشكرا للقائمين على حملة «أقسم»: يعرب بورحمة ورنا الخالد وخالد الروضان ونوف الروضان على المجهود الرائع والروح الخلاقة والالتزام الفردي بالمسؤولية الاجتماعية.