قال وزير السياحة السوري د. سعد الله آغا القلعة ان سورية هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تعبرها قوافل طريق الحرير «بل تلتقي على أرضها قادمة من أربعة اركان في العالم، وتحط في الخانات والأسواق الظليلة تحمل معها تراثها وحضارتها وإنتاج بلادها وخلاصة فكرها وتقاليدها فتتبادلها، وهو ما هيأ سوريا لتكون ومنذ فجر التاريخ موئلاً لأهم أشكال الحوار العالمي عبر التاريخ، مما أكسب شعبها استمرارية الإبداع وتقاليد الضيافة».

Ad

واضاف آغا القلعة خلال افتتاحه الدورة السابعة لمهرجان طريق الحرير امس الاول في قلعة دمشق وسط العاصمة السورية ان «قوافل التجارة في العالم القديم كانت مدناً متحركة تتبادل البضائع والسلع في البعد المباشر، ولكنها في الحقيقة كانت تحقق تمازجاً حضارياً يتم فيه تبادل الأفكار والثقافات والموسيقى والشعر والعادات والتقاليد والأزياء الفلكلورية والأطعمة بين أبناء شعوب متنوعة وأبناء أرض طيبة في سورية استقبلتهم مجسدة بذلك مكانة طريق الحرير الذي تحول إلى رمز للتفاعل الخلاق بين الأمم والحضارات».

وأوضح ان «قوافل التجارة كانت تنطلق من الصين في أقصى شرق العالم براً عبر آسيا، وتنضم إليها على الطريق شعوب متعددة تسلك طرقاً ثلاثة مختلفة فتقضي ثلاث سنوات لتتلاقى في تدمر السورية مع القوافل البحرية المنطلقة من اليابان عبر المحيط صعوداً في الخليج فالفرات وانعطافاً قبالة تدمر ثم تتوزع تلك القوافل جميعها باتجاه الشمال الغربي نحو حلب لتلتقي فيها مع القوافل الأوروبية القادمة إليها عبر البر وباتجاه الغرب لتلتقي في اللاذقية وطرطوس مع القوافل الأوروبية القادمة عبر طريق البحر المتوسط وباتجاه الجنوب الغربي لتلتقي في دمشق مع القوافل القادمة من فلسطين ومصر والدول العربية في شمال افريقيا وباتجاه الجنوب لتلتقي في بصرى مع قوافل الشتاء والصيف القادمة من الجزيرة العربية».

وفيما يخص السياحة في سورية، قال الوزير أن وزارته عملت على تجسيد الرؤية الجديدة للسياحة فحققت 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي و13 في المائة من فرص العمل في القطاع الخاص و31 في المائة من القطاع الأجنبي لسورية.

وكان الجميع على موعد مع فقرات حفل افتتاح مهرجان طريق الحرير التي خطفت الأبصار بمشاركة فرق شعبية سورية وأجنبية جسدوا لوحات فنية رائعة اعتمدت على الأداء الحركي المميز وجسدوا بعض الملامح لقوافل طريق الحرير.