تحدثنا في الأسبوع المنصرم عن بعض الأفلام التي عرضت في مهرجان «كارلو فيفاري 43»، الذي أقيم في الفترة بين 4 إلى 12 يوليو 2008، وقلنا إن عدد الأفلام المشاركة في هذا المهرجان بلغ 477 فيلماً.

Ad

نواصل الحديث في هذا المقال عن ثلاثة أفلام أخرى، كانت مختلفة، ولافتة لانتباه الجمهور، والمتابعين.

الفيلم الكوري Geomen Tangyi Sonyeo Oi الحائز جائزة مهرجان فنيسيا السينمائي يحكي عن عامل من عمال المناجم يتوقف عن العمل بسبب تفحم رئته، يتسلم نقود التقاعد ليشتري بها سيارة نقل صغيرة ليبيع السمك في الطرقات، ولكن طفله المتخلف عقلياً يسحب كابح السيارة لتصدم سيارة واقفة، وحين يذهب العامل إلى المخفر يكتشف أن دفتر السيارة مزيف وبائعها قد غشَّه في معاملات التسجيل، وتتوالى المصائب عليه، أرضه والمبالغ التي يجب تسديدها لصاحب السيارة المصدومة، والخربة التي يسكنها ستتم إزالتها جميعاً، والبيت فارغ من الطعام مع وجود طفلين لديه بلا أم لرعايتهما، تقوم البنت الصغيرة برعاية أخيها المتخلف، وأبوها المريض يهرب من يأسه إلى الخمر والغياب في السكر، وتبقى هذه الطفلة تحمل عبء الأسرة وهذه الهموم الأكبر من عمرها، تسأل والدها أن يذهب إلى المستشفى فيرفض مغادرة البيت، فتقوم بأخذ أخيها إلى مكان لرعاية مثل هذه الحالات، وتذهب لتعد لوالدها وجبة وضعت فيها سم الفئران ليموت في الحال، وينتهي الفيلم بوحدتها المتبقية لها في محطة الحافلات، لتتلاقى مع ذكريات طفولتها. فلم يستحق المشاهدة.

***

Hong Sekang Bau Yin فيلم صيني حائز جائزة «مهرجان بوسان» والجائزة الرئيسية لمهرجان ثيسيلونكي، ويحكي عن رجل عائد إلى قريته بعد مضي ثلاث سنوات ليكتشف أنه قد تم شطبه من قائمة الأحياء، وابنه هو الذي قام بشطبه.

يدور تصوير الفيلم بين هذه المساحات الشاسعة من حقول القمح المطلوب حصادها، ويحاول الأب تدريب ابنه المراهق على قيادة «التراكتور»، ولكن ابنه حاقد عليه لتسببه في وفاة الأم، عند تأخره في الحضور؛ مما دفع بالأم المريضة إلى شرب السم، لتنهي عذابها مع المرض، ولم يستطع الولد إنقاذها، ومع كل محاولات الأب التقرب من الولد وتدريبه وصبره عليه، حتى حين حاول هرسه بـ«التراكتور»، ومع هذا تحمّله وأعطاه كل النقود، وأخذه إلى العاصمة ليتعلم ويتفتح، ولكن الولد يعود بعد ذلك ليسرق والده.

الفيلم قمة في التمثيل وفي الغوص في الأعماق النفسية، وجودة عالية في التصوير في عالم الصين الشاسع الغامض.

***

R evolution فيلم هندي مصوّر على سواحل مدينة جوا الهندية، ويتناول الفيلم الحوارات بين الشرق والغرب، والمفاهيم المختلفة عن الحياة والموت والكون، والمصادفات الغريبة في هذه الحياة التي كل شيء فيها محسوب.

فيلم اسباني يوثق حياة بسكال كليمان لذي وُلد بلا أذرع، ودرب نفسه لاستعمال قدميه في إدارة كل شؤونه ليصبح أشهر «مركّب موسيقى» في اسبانيا.