ألف مبروك لكل من شارك- بقصد أو من دون قصد- في تزوير نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة. فالذين كانوا مسؤولين عن إدخال برنامج الفرز الإلكتروني و«الفلاش»، والمشرفين الذين قاموا بالتجميع الخطأ وأصروا على خطئهم بالرغم من تحذيرات المندوبين، هؤلاء كلهم نجوا بفعلتهم من دون أي عقاب أو تحقيق أو تحمل مسؤولية.
حكم المحكمة الدستورية أعاد الحق إلى عسكر العنزي وسعدون حماد والمواطنين الذين صوتوا لهم، لكنه أدخلنا في دوامة أخرى لأنه لم يصحح الأرقام جميعها، ولذلك يبدو من التصحيح غير المكتمل أن النائب د. حسين القويعان خاسر لكنه فائز في الحقيقة! لكن الموضوع أبعد من مجرد حصر للفائزين والخاسرين لأنه يتعلق بحق المقترعين جميعهم أن يُعاد احتساب أصواتهم، وهو ما لم يتم. فالعشرة الفائزون فقدوا في الدائرة الأولى 23447 صوتا تقريبا، وفي الدائرة الرابعة 16747 صوتا، وفي الدائرة الخامسة 2780 صوتا. وإذا أضفنا إلى هذه الأرقام الأصوات الأخرى التي لم تحتسب من بقية المرشحين في الدوائر جميعها، وافترضنا أن هذه الأصوات كلها تعتبر اقتراعا كاملا (أي 4 أصوات في كل ورقة) فإن مجموع عدد المواطنين الذين لم تحتسب أصواتهم يبلغ على الأقل 12 ألف مواطن تقريبا. وحتى لو لم تؤثر هذه الأصوات في تغيير حسبة الفائزين في أي من الدوائر، فإن ذلك أيضا يعتبر تزويرا لإرادة الأمة. فعندما يحصل مرشح على 10 آلاف صوت ثم يُعلن أنه حصل على 7 آلاف فقط، فإن هذا يعتبر تزويرا لإرادة الأمة. وعندما يحل مرشح في المركز السابع مثلا ثم يعلن أنه حل بالمركز العاشر، فهو تزوير لإرادة الأمة والعكس الصحيح، فعندما يحل مرشح بالمركز العاشر ثم يعلن أنه حصل على المركز السابع، فإن ذلك تزوير أيضا. والأدهى من ذلك هي الرسالة التي توجه للمواطنين عندما لا تُحتسب أصواتهم. فمعنى ذلك أن تعب هؤلاء المواطنين وانتظار كثير منهم لساعات طويلة في طوابير الاقتراع إضافة إلى جهود المشرفين على الصناديق ومنظمي الأمن وغيره من الأمور كلها، ذهبت هباءً منثورا! فكيف سيقتنع المواطن في المرة القادمة بأن ذهابه إلى الاقتراع سيؤثر في النتائج مع هذه السابقة الخطيرة التي مرت في الانتخابات الماضية؟! وإن كانت المحكمة الدستورية لم تنصر آلاف المواطنين الذين لم تُحتسب أصواتهم، فإن الدور يأتي على مجلس الأمة لتشكيل لجنة تقوم بإعادة فرز وتجميع الصناديق جميعها- مثلما قال النائب صالح عاشور- حتى يعرف الشعب الكويتي ما هي النتائج بالضبط بدلا من تركها بضبابيتها الحالية وما يصاحبها من تشكيك و«قيل وقال» لن ينتهيا حتى في المستقبل البعيد، فنحن نتحدث هنا عن تاريخ ودروس تكتب للأجيال القادمة، ولا نريد أن تتحدث الأجيال القادمة عن تزوير ثان في 2008 إضافة إلى 1967. أما إذا مر الموضوع وكأن شيئا لم يكن، «فالله يستر» على الانتخابات القادمة.******نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للعالم الغربي، وخصوصا أميركا وربيبتها إسرائيل، لأن ما عجز عن تحقيقه من فتنة باستخدام الصواريخ وأسلحة الدمار الشامل ومئات المليارات، يقوم بمحاولة تحقيقه اليوم بعض أهل العلم من بني جلدتنا ممن بدؤوا برشق بعضهم بعضا في حوار عقيم وفارغ كله سلبيات ويشغلنا بأنفسنا بدلا من توجيه السهام إلى العدو. وإذا كان ذلك هو حال النخبة فلا ملامة على العامة.
مقالات
مبروك لمزوري انتخابات 2008!
14-10-2008