بعد الانتخابات
تغيير الدوائر، وإشهار الأحزاب، ولجنة القيم وكشف الذمة المالية وقانون تعارض المصالح، والتشكيل الحكومي وخطة التنمية، وقبول المساءلة، وإنشاء هيئة لمكافحة الفساد، وتحويل ملف الانتخابات إلى هيئة متخصصة... هذه هي قضايا ما بعد الانتخابات.أول العمود: من روج فتوى تأثيم تصويت الناخبة حائر الآن... لأن الانتحار محرم في جميع الأديان.
***انتهى موسم الانتخابات وحمل ثلاث بشارات: انتهاء وأد المرأة سياسيا، وإلغاء «الكوتا» النسائية من مصطلحات الكويت السياسية، وانتقال الفتاوى المتشددة ضد المشاركة النسائية إلى مثواها الأخير!السؤال الآن: ماذا بعد الانتخابات؟ الجواب: مجموعة قضايا شائكة تحتاج نوعا آخر من الصراع بأدوات جديدة، فأولا يتضح من تجربتنا مع الدوائر الخمس أن الحاجة إلى خلعها باتت ضرورة، فرائحة الدوائر الأولى والرابعة والخامسة بحاجة إلى ملطفات، وبالتزامن مع تغيير خريطة الدوائر مطلوب ثانيا إشهار الأحزاب لكونها الأداة الوحيدة لممارسة الديمقراطية، والتأخير في إشهارها مع وجود دوائر كبيرة الحجم سيؤدي إلى انتفاخ المال السياسي، وعزوف ترشح كثير من العناصر الوطنية التي لا تملك تمويلاً لحملاتها الانتخابية يساعدها على الإبحار في دوائر انتخابية موسعة.أيضا هناك حاجة إلى إقرار ثلاثة تشريعات مهمة لتحقيق مبدأ الشفافية في العمل البرلماني وهي: تشريع لإنشاء لجنة القيم والسلوك للنواب، وقانون كشف الذمة المالية لمسؤولي الدولة جميعا، وتشريع لكشف تعارض المصالح للوزراء والنواب. أما وقد انتهت الانتخابات، فإن مسألة التشكيل الحكومي- وهي مشكلة المشاكل- فتحتاج إلى رجال دولة وخطة تنمية تستطيع تقديم خدمات عامة للمواطنين بغير الطريقة التي يجري تقديم الخدمات من خلالها الآن، فالأداء الحكومي السابق مسؤول عن خمسة تشكيلات وزارية وثلاث مرات حل للمجلس في سنتين! وهناك أيضا ضرورة لتخلي الحكومة عن الحساسية تجاه المساءلة، ولنتذكر هنا استجواب النائب الفاضل سعد الشريع الذي أعطى قوة إضافية لوزير التربية د.نورية الصبيح، وحدث هذا الدعم بسبب الرغبة في صعود المنصة دون خوف.وهناك حاجة ماسة للشروع في بناء مؤسستين مهمتين سيكون لوجودهما أثر إيجابي على أداء الفريق الحكومي، الأولى إنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد والتي أصبحت مستحقة بعد توقيع الدولة على اتفاقية عالمية بهذا الشأن. والثانية الشروع في تحويل العملية الانتخابية برمتها إلى هيئة عليا للانتخابات تدير تفاصيلها.هذا ما ينتظره الكويتيون بعد الانتخابات، بعد أن انتهينا من مقولة: دخول المرأة إلى البرلمان صعب حاليا. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء