هلال الساير لـ الجريدة : 500 طفل سيستفيدون سنوياً من خدمات بيت عبدالله يهدف إلى السيطرة على الألم لتمكين الأطفال من عيش الحياة أطول فترة ممكنة
ستكون الكويت عقب الانتهاء من بيت عبدالله، الدولة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تحتضن مركزا متخصصا لرعاية الاطفال أثناء الحالات الحرجة، ويوفر أجواء اجتماعية وترويحية للطفل عوضاً عن المنزل.أكد رئيس الجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى د. هلال الساير، أن بيت عبدالله مركز متخصص لرعاية الأطفال أثناء الحالات الحرجة، وهو الأول من نوعه في الشرق الاوسط الذي يقدم العناية المسكنة للالم، ويعمل على توفير اجواء اجتماعية وترويحية للطفل عوضاً عن المنزل، مشيراًَ إلى أنه الملجأ الأول من نوعه لمواساة الأهل لوجود الطفل في المركز، وبُعده عن منزله ومواساتهم بعد وفاة الطفل، مشيراً إلى أن المشروع سيُبنى على مساحة 20 ألف متر مربع على البحر مباشرة.
وقال إن تكلفة بناء هذا البيت تقدر بنحو 9 ملايين دينار، بواقع ستة ملايين وسبعمئة ألف دينار، إضافة الى مليون وخمسمئة ألف دينار للتجهيزات والهندسة الداخلية، ومليون دينار إضافية لتكاليف التشغيل سنوياً. وأوضح الساير أن 500 طفل في الكويت سيستفيدون سنوياً من خدمات الرعاية المسكنة للالم واستراحة الاطفال داخل الأجنحة، وتلك المتمركزة في المنزل والتي سيؤمنها بيت عبدالله، مشيراً إلى أن نحو 100 طفل في الكويت يموتون كل عام نتيجة حالات الأمراض المستعصية، وفقا للأبحاث الدولية، مبيناً أن ألف طفل يعيشون في الكويت بهذه الحالات، لافتاً إلى أن 50 في المئة من الاطفال الذين يعيشون حالات الأمراض المستعصية سيستفيدون من خدمات الرعاية المسكنة للالم، كتلك التي سيقدمها بيت عبدالله.الحلم تحققوقال الساير إن بيت عبدالله أصبح حقيقة بعد مرور عشرين عاما، بعدما كان حلما، حيث أصبح مركزا متخصصا لتقديم كل الرعاية الطبية والدعم النفسي والاجتماعي لتخفيف الآلام عن الاطفال الذين يعانون ظروفا صحية ومراحل متقدمة من أحد الامراض المستعصية غير القابلة للشفاء، مشيرا إلى أن فكرة انشاء بيت عبدالله وليدة العمل التطوعي لدعم الاطفال الذين يعانون أمراضا مستعصية والمتوقع وفاتهم في سن الطفولة، وهي فكرة من منطلق انساني لمنح الطفل حقه في ممارسة ما يحب بجانب الرعاية الطبية المتميزة، وإبعاد شبح الخوف من العلاج الكيميائي والصورة المرعبة للمستشفيات في ذهن الاطفال وتخفيف معاناتهم هم وذووهم، مشددا على أنها فكرة في غاية الانسانية وتهدف إلى تحقيق الرعاية الصحية والنفسية والراحة لأطفالنا المرضى على مدى 24 ساعة يوميا، تحت إشراف فريق متكامل ومتميز من الاطباء والفنيين المختصين برعاية الاطفال والمؤهلين ضمن برنامج رعاية الاطفال في المستشفيات.وأوضح الساير في حديثه لـ«الجريدة» أن الرعاية المقدمة إلى أطفال بيت عبدالله تتضمن استضافة الطفل مع عائلته في مناخ حميم للمساعدة على تخفيف الالام عنهم، والتحكم في أعراض الامراض المستعصية، وتوفير خدمات الطوارئ والرعاية المتنقلة والالعاب، لافتاً إلى أن بيت عبدالله صممته المهندسة المعمارية علياء عبدالرحمن الغنيم، التي أرادت ان تستخدم موهبتها وتخصص أطروحاتها للمساهمة في الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى، وقد ركزت على منظور الاطفال في تصميمها وابدعت في لمساتها في تصميم المشروع، إذ جعلت منه بيئة صديقة للاطفال. الرعاية على مدار الساعةوأضاف أنه في الوقت الذي يتجاوب فيه معظم الأطفال المرضى بشكل جيد مع الرعاية الطبية الممتازة التي يتلقونها في مستشفيات الكويت، ويعودون الى منازلهم بعد أن تعافوا تماما وأصبحوا قادرين على ممارسة انشطتهم الطفولية العادية، ومع ذلك، تولد فئة قليلة من الاطفال وهي مصابة بحالات لا يوجد علاج لها حاليا، أو تظهر لديهم حالات لا تتجاوب مع العلاج، تعرف هذه بالحالات التي تحد من الحياة أو تهددها، ولذلك سيكون بيت عبدالله «تكية» مخصصة للعناية بالاطفال ذوي الحالات المشابهة، بالاضافة الى ذلك، سيؤمن بيت عبدالله الدعم لعائلات اؤلئك الاطفال المرضى وأصدقائهم، وستتضمن خدماته الرعاية المنزلية، والرعاية النهارية، والتحكم في الأزمات لدى المرضى داخل الاجنحة، كما سيعمل كاستراحة للعائلة بأسرها في المنزل. السيطرة على الألموأوضح أن بيت عبدالله يهدف الى السيطرة على الالم والاعراض المقلقة، لتمكين الاطفال من عيش الحياة لأطول فترة ممكنة، وسيقدم خدمة مجانية وشاملة للرعاية المسكنة للالم للاطفال على مدار الساعة وطوال ايام الاسبوع، لافتا إلى أن من شأن هذه الخدمة ان تمنح الاطفال واسرهم مرونة تلقى هذه العناية في المكان الذي يختارونه، سواء في المنزل وبدعم من فريق العناية التلطيفية للاطفال، أو في مركز الرعاية النهارية في بيت عبدالله، أو كمرضى في أحد أجنحة الام والطفل أو الام والرضيع للسيطرة على الحالات الطارئة، أو في أحد شاليهات الاستراحة العائلية في بيت عبدالله لتقديم الدعم المؤقت إلى العائلة بأسرها.مارغريت... الجندي المجهول!من حق مارغريت الساير أن تفرح بقدوم «مولودها» بيت عبدالله، ولم لا وهي التي سهرت الليالي تحلم بولادته والانتهاء من إنجازه، وتعبت كثيراً من أجل أن يرى النور، وأخذت على عاتقها تذليل الصعاب التي تعترضه، فهذا المشروع الإنساني العظيم الذي يشرف عليه الدكتور هلال الساير وحرمه، ويعملان متطوعين في الإدارة والإشراف عليه، أصبح قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، ولولا المثابرة المستمرة والجهد الكبير الذي بذلته السيدة مارغريت على مدى عشرين عاما، لما كان لهذا المشروع أن يكون واقعا ملموسا، فلها من كل طفل الشكر والتحية.