خلال أخطر لحظات ولاية جورج دبليو بوش- أي الاستجابة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، والاستعداد للحرب مع العراق، وفضيحة سجن أبو غريب- قامت أجهزة الإعلام بتغطية الحقيقة في معظمها بالشكل الذي أملته إدارته. لماذا، في هذا الزمن الذي نحن فيه أشد احتياجا إلى صحافة ناقدة ومستقلة، تخذلنا تلك الدعامة الأساسية من أسس الديمقراطية؟ باعتماده نظرة واعية إلى العلاقة العميقة بين السلطة السياسية ووسائل الإعلام الإخبارية. ويرى الكتاب أن اعتماد المراسلين على المصادر الرسمية يحبط بصورة مأساوية تغطية الأصوات المعارضة من خارج أوساط النخبة في العاصمة واشنطن.

Ad

ونتيجة ذلك هي اتهام الطريقة الرسمية لعرض الأخبار، والدعوة العاجلة إلى اتخاذ فعل يبدأ بالتحقيق في سبب قيام الصحافة الشعبية بإهمال تغطية الأدلة الكبيرة على عدم وجود أسلحة الدمار الشامل في العراق.

استنادا إلى مقابلات متعمقة مع الصحفيين، وتحليل محتويات معظم الصحف الرئيسية، يظهر المؤلفون أن تلك النقاط الخفية الهائلة، خصوصا أثناء الجدل بشأن فضائح سجن أبو غريب، نجمت عن قلة المصادر الرفيعة المستوى داخل الحكومة، والراغبة في التشكيك في الإدارة علنا. وبمقارنة حالات الفشل الخطيرة هذه بالتغطية الناقدة بشكل مثير لإعصار كاترينا- وهو حدث نادر فاجأ المسؤولين، مما مكن الصحافيين من دخول منطقة لا خداع فيها- يختتم المؤلفون كتابهم باقتراح عدد من الممارسات الجديدة لتقليل اعتماد المراسلين على السلطة.

يؤكّد مؤلفو الكتاب في النهاية أنه إذا بدأ الأميركيون العاديون سماع وجهات النظر البديلة، وهي تُبث ضمن القنوات المشروعة للصحافة الشعبية، ربما يبدؤون بالتصرف كرأي عام- بحيث يتخلصون من الصدمة والرهبة التي تعتريهم بينما تتجلى أمام أعينهم الأحداث المغيرة للعالم.

*الناشر: مطبعة جامعة شيكاغو ، الولايات المتحدة الأميركية