مثلث برمودا الصحافي

نشر في 12-12-2008
آخر تحديث 12-12-2008 | 00:00
 د. محمد لطفـي يمكن تشبيه المقال الصحافي بمثلث قاعدته الفكرة التي يعتمد عليها المقال أو الرأي الذي يطرحه الكاتب، وضلعا المثلث هما توقيت نشره وطريقة عرضه. وبالتأكيد لا خلاف حول القاعدة وأهميتها أما توقيت النشر فأهم العوامل التي تحدد قيمة المقال ومدى استفادة القارئ منه وتفاعله معه لذا يحرص معظم الكتاب على إرسال مقالاتهم في آخر وقت قبل ميعاد النشر كي يتضمن أحدث الوقائع ويعبر عن رأي الكاتب في مستجدات الأحداث. وعلى الجانب الآخر فنشر المقال بعد انتهاء الحدث الذي يناقشه أو الموقف الذي يعبر عنه يشبه «الطعام البايت»، وكما يقول المثل الشائع «بعد العيد مينعملش كعك»... فالكعك يفقد كثيرا من جاذبيته وحلاوته بعد انقضاء العيد.

وبالرغم من ذلك فهناك مقالات لا ترتبط بحدث ما وبالتالي يمكن نشرها في أي وقت- مثال هذا المقال- فهو غير مرتبط زمنيا بحادث أو موقف، ولكنه يناقش المقال كقيمة.

وعودة إلى الضلع الثالث في المثلث، فهو أسلوب عرض المقال وهنا نجد اختلافا كبيرا بين الكتاب أنفسهم، فالبعض يفضل الصفحة الأخيرة مثلا، وآخر يطلب زاوية محددة كأعلى يمين الصفحة دون اهتمام برقم الصفحة، وبعض الكتاب يفضل حجما ونوعا معينا للخط، وآخر يطلب نشر المقال مع عرض ملخص صغير في أسطر قليلة... إلخ.

والواقع الفعلي يؤكد أن أسلوب عرض المقال هو حق أصيل لمدير التحرير الذي غالبا لن يكون بوسعه تحقيق رغبات الكتاب جميعهم، خصوصا مع سيطرة الإعلان على الصحيفة حيث تكون له الأولوية دائما ويفرض سطوته على الجميع. فمن المعروف أن الصحف جميعها لا تحقق عائداتها من ثمن بيع الصحيفة للقارئ، ولكن من حصيلة إعلاناتها. ولو اعتمدت الصحف فقط على الثمن الذي يدفعه القارئ لأغلقت الصحف أبوابها. لذا يعتبر الإعلان المتحكم الأول في أسلوب عرض المقال.

وفي حال حدوث تنافر في أضلاع المثلث المذكور يصبح أشبه بمثلث «برمودا»، فتتلاشى الفكرة ويضيع الكاتب ويتوه القارئ... لذلك فالتوافق بين الكاتب وإدارة التحرير ضروري في ظهور المقال بالصورة التي تليق بالكاتب ولا تحرم الصحيفة من مواردها. والتفاعل بين الكاتب والقارئ كفيل بالمحافظة على قيمة المقال. وإجمالا فمثلث المقال «فكرة- وقت- عرض» يتلاقى مع مثلث النشر «كاتب- صحيفة- قارئ» لتحقيق مربع الكمال الصحفي الذي ينشده الجميع.

***

- مجرد سؤال: ألا يعتبر تعليق استقالة الوزارة بين القبول والرفض وإيقاف جلسات مجلس الأمة إلى ما بعد مؤتمر القمة الاقتصادية حلا للمجلسين معا؟!

***

* إلى أوباما:

لا تصرخ فينا يا عم أوباما ولم نطلب يوما أن ترعانا

وعند حديثك تبدو غضبانا لكن... أنت

إن فرحت يوما بحضارة الأياما من اتخذت «الحمار» أمانا

فهي لنا قرونا طوالا وعشقته حبا وحنانا

لسنا «غنما» نسألك ماء وطعاما اهدأ يا عم أوباما

* رسالة بالبريد الالكنروني ردا على قصيدة «رسالة أوباما بالبريد المستعجل» للشاعر المبدع أحمد مطر المنشورة في «الجريدة» بصفحة «آخر كلام» يوم 23/ 11.

back to top