الخامس عشر من أكتوبر صادف الاحتفال باليوم العالمي لغسل الأيدي!!!!!

Ad

نعم غسل الأيدي!! في البداية لا أخفي عليكم استغربت كثيرا من الفكرة، وربما فكرت قليلا بسخافتها، إلا أنني بعد تفكير ليس طويلاً، بدأت أسأل لماذا تم اختيار هذا اليوم بالذات؟! هل له علاقة مثلا باليوم الذي تمت به صناعة أول صابونة؟! أو هل له علاقة باليوم الذي تم فيه اكتشاف التركيب الكيميائي للماء؟! أم أن أختيار هذا اليوم تم اعتمادا على حالة الطقس في هذا اليوم ومزاج صاحب الفكرة؟! أم أنه فقط كان مجرد اختيار عشوائي ليس له علاقة بشيء على الإطلاق؟! الحقيقة أنني لم أصل إلى السبب، إلا أن هذا لم يمنعني من لملمة نفسي سريعا والتفكير بكيفية المشاركة في هذا الاحتفال العالمي، فلقد اعتدت متى ماصادفت احتفالا أن أسأل عن كيفية المشاركة فيه عوضا عن الانشغال بأسبابه، وهذه العادة ليست أصيلة في ذاتي وإنما أنتجتها قلة الافراح في عالمنا! لذا قررت المشاركة في اليوم العالمي لغسل الأيدي، وذلك عن طريق غسل يدي من:

1- شعراء المهايط، الذين لا هم لهم سوى تبجيل ذواتهم ونفخها بالباطل، فلا أظن أن هؤلاء سيرعوون عما يفعلون، ولن ينتكصوا إلا ما شاء الله، فلا فائدة ترتجى من وراء تلك المحاولات الرامية لإعادتهم إلى وعيهم، هذا إذا كانوا يمتلكون ذرة منه أصلا.

2- ذائقة شريحة كبيرة من جمهور الشعر، الذين لا يفقهون من الشعر سوى رمي العُقل (أما العَقل فهو مرمي سلفا) والغتر في المسارح والأمسيات الشعرية، لمجرد أن الشاعر الجالس على المنصة من أفراد قبيلته.

3- أن تتصدى المؤسسات الرسمية والأهلية لاحتواء الشعر العامي وتصحيح مساره العام، من خلال التركيز على ما يطرحه من مضامين، خصوصا ان هذا الشعر يؤثر فعليا في تنمية سلوكيات وعادات وأنماط فكرية معينة لأفراد كثيرين في المجتمع وتأصيلها.

4- أن يتم التوقف عن التعامل مع الشعر العامي على أنه مجرد ترفيه لا يغني ولا يسمن من جوع، وأنه ليس إلا نغماً نشازاً على هامش الخارطة الإبداعية، إذا لابد من اعتبار هذا النوع من الشعر رافداً إبداعياً مهماً، يغذي الحياة الثقافية ويكملها.

5- الحلم بأن يتم تفعيل فكرة دار الشعر التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين منذ سنوات، فأنا على يقين أن مثل هذا المشروع سيكون له دور إيجابي وعظيم في مسيرة الشعر العامي ليس في المملكة فقط وإنما على الصعيد الاقليمي وربما العربي، على أن تهتم هذه الدار بطباعة الدواوين الشعرية للشعراء، وإقامة الندوات الخاصة بالشعر العامي، ورعاية المواهب الشعرية وتقديمها إلى الساحة بصورة لائقة بها، بالإضافة على الإهتمام بتنظيم الأمسيات للشعراء المنتسبين إليها في داخل المملكة وخارجها، ودعوة الشعراء من مختلف البلدان العربية إلى المشاركة في أنشطتها الثقافية.

المهم أنني بعد أن غسلت يدي من كل ما ذكر أعلاه بالماء والصابون وما تيسر وقتها من مطهرات، انتابني شعور غامر بالنظافة، والإحساس بالسلام الداخلي مع النفس، لذا أدعوكم إلى المشاركة في الاحتفال في العام القادم، وغسل أيديكم من كل ما يثقل أرواحكم من أحلام!