ما عدد الأصوات التي يحتاج إليها المرشح للفوز؟

نشر في 13-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 13-05-2008 | 00:00
 أ.د. غانم النجار تعودنا خلال الانتخابات ان نسمع مقولات مثل «نتائج الانتخابات تمثل ضمير الأمة»، او أن «الشعب قال كلمته»، وهو كلام يمثل جزءا من الحقيقة فقط، فعادة ما يحاول السياسيون في سبيل حشد التأييد للحصول على الأصوات، القول ان «الشعب لن تنطلي عليه الأقاويل»، أو «ان شعبنا واع ٍوسيفوت الفرصة على كذا وكذا...»، وهي أقوال سياسية بحتة لا علاقة لها بالواقع، فالانتخابات ليست إلا محطة في سلسلة محطات لاتخاذ القرار في المجتمع، وهي فعل تراكمي، متكرر، يتغير حسب الظروف السائدة، ومن غير المقبول القول إن الرأي الشعبي في لحظة تاريخية ما يعبر عن ضمير الأمة، فهو على أي حال رأي متغير، ولا يجب ربطه إلا بالواقع اللحظي الذي جرت فيه الانتخابات، وهكذا فإن انتخابات 2008، بمعطياتها الغريبة وتناقضاتها الاجرائية لن تكون أكبر من حجمها، وسيفوز فيها من نجح في استيعاب اللحظة المتميزة الخاصة بها، والتواصل مع الناس، والخبرة السابقة، والتمكن من ادوات الدعاية والاعلام، وشيء من الفكر والمبدأ الثابت، وشيء من البراعة والمهارة في التكتيك الانتخابي، بالاضافة الى أن البعدين القبلي والطائفي، كل ما سبق ذكره سيمثل محور الارتكاز كل بوزنه وتباين الدوائر في تحديد النتائج النهائية. فكيف دخلنا الانتخابات؟

تم الاعلان عن الدعوة لانتخابات مبكرة من دون سابق انذار، ومن دون «كتابات على الجدران» من أي نوع، فعلى الرغم من تصاعد الدخان والأبخرة بشأن أزمة تأبين آخذة في الهدوء، وتصاعد أزمة «الديوانيات» في الأفق، وأزمة أخرى بشأن زيادات الرواتب، الا انها لم تكن من ذلك النوع من الازمات التي قد ينتج عنها حل المجلس والدخول في متاهة الدوائر الخمس. كان لحل المجلس وقع مفاجئ على الكثير من النواب، بل كان ذلك الشعور ربما اكبر على العديد من اولئك الذين اعتزموا خوض الانتخابات التي كان مقررا لها أن تكون عام 2010.

فهل كانت تلك الخطوة هروبا إلى الامام لحسم حال التجاذبات الملحوظة في مؤسسة الحكم؟

كانت أمرا لافتا حال التردد والارتباك على الطرف الحكومي في تحديد بدء موعد الحملة الانتخابية، وكان لافتا حجم الشائعات التي ترددت عن ان سمو الامير سيقوم بتعليق الانتخابات لمدة سنتين يتم فيها تعديل الدستور، وتجرى الانتخابات على اساس الدستور الجديد، بل ان تلك الفكرة ثبتتها ودعت اليها اكثر من صحيفة، ما اضفى عليها قدرا من الطعم واللون والرائحة، ولا شك ان تلك الاجواء المترددة قد اضافت الى حال الارتباك والتردد اللذين لم ينج منهما احد، ولكن كالعادة، فان سمو الامير بحكمته المعهودة، عاد ليؤسس لقواعد الالتزام في الانتخابات والدستور.

وقد ادت تلك الحال الضبابية الى ارتباك ملحوظ لم تسلم منه الكتل والتنظيمات السياسية من دون استثناء، فمن عدم استقرار على الاسماء، الى عدم تحديد الدوائر، الى التردد في اغلاق القائمة ام ترك بابها مواربا، والملاحظ انه مازالت تلك السمة قائمة حتى هذه اللحظة من الحملة الانتخابية عند بعض الكتل، ولم يختلف الامر كثيرا لدى بعض النواب السابقين والمرشحين التقليديين، فقد قرر بعضهم الانسحاب مبكرا، كما انسحب البعض الاخر في فترة لاحقة بشكل مفاجئ بعد تيقنه من وعورة الطريق، كما ظل بعض المرشحين فترة ليست بالقصيرة مترددين.

ما الحد الأدنى لأصوات النجاح؟

بغض النظر عن اتجاهات التصويت ومرتكزاتها، وهو ما سنعالجه في المقالة القادمة، فان اتساع الدوائر الانتخابية ومضاعفة اعداد الناخبين وتطبيق قاعدة الاربعة اصوات، تتطلب اعادة الحساب وتطوير معادلة رياضية لحساب الحد الادنى المطلوب من الاصوات لكي يفوز المرشح، وقد قمت بتطوير تلك المعادلة استنادا إلى عدد من الفرضيات، اهمها نسبة المشاركة، والوزن النوعي للمرشحين من حيث قدراتهم التنافسية، ونسبة الاصوات المتفرقة التي يصوتها الناخبون اقل من اربعة اصوات، وقد جاءت النتائج على النحو التالي مقسمة على الدوائر الخمس ومستندة إلى ثلاثة سيناريوهات، الاول يعتمد نسبة مشاركة متدنية هي %60، والثاني مشاركة متوسطة هي %70، والثالثة نسبة عالية هي %80.

وتفترض تلك المعادلة توزيعا متكافئا الى حد ما، اضافة الى عدم تشتت الأصوات المقترعة بأقل من اربعة اصوات بنسبة عالية تتجاوز الـ 15%، فإن حدث ذلك فإنه قد يغير من عدد الأصوات المطلوبة صعودا او نزولا، وبالتالي قد يخل بالنتائج المذكورة أعلاه فهي مقصودة كجدول استرشادي للمرشحين ليس إلا، وإن تغير بعض الأرقام فهو بسبب أن مكونات المعادلة الحسابية قائمة بالأساس على افتراضين اساسيين، هما نسبة المشاركة والوزن النوعي للمرشح، وهما معلومتان مجهولتان، وبامكاننا اعادة الحساب مرة اخرى بعد اعلان النتائج النهائية للتعرف عن كثب ومن خلال الارقام الحقيقية على الحدود الدنيا للأصوات.

الحدود الدنيا للأصوات التي يحتاج إليها المرشح للفوز في الانتخابات - أرقام استرشادية

 نسبة المشاركة 60 %

الدائرة الأولى:   6800 صوت

الدائرة الثانية: 4700 صوت

الدائرة الثالثة: 6700 صوت

الدائرة الرابعة: 10600 صوت

الدائرة الخامسة: 14500 صوت

نسبة المشاركة 70 %

الدائرة الأولى:    7900 صوت

الدائرة الثانية:  5500 صوت

الدائرة الثالثة:  7800 صوت

الدائرة الرابعة:  12400 صوت

الدائرة الخامسة:  17000 صوت

نسبة المشاركة 80 %

الدائرة الأولى:    9100 صوت

الدائرة الثانية:  6300 صوت

الدائرة الثالثة:  8900 صوت

الدائرة الرابعة:  14200 صوت

الدائرة الخامسة:  19400 صوت

back to top