من يتابع التصريحات الرعناء التي أطلقت خلال هذا الأسبوع لا يملك إلا أن يصاب بالذهول، فيبدو أن البعض لم يعِ بعد كلمات صاحب السمو أمير البلاد التي مضى عليها ثلاثة أسابيع فقط، وأن هؤلاء لايزالون يصرون على استمرار حالة التأزيم واختطاف البلد ودفعه نحو المجهول والتكسب السياسي على حساب الاستقرار والإنجاز.
النائب السابق الهمام الذي باع للمواطنين وهم إسقاط القروض وورط آخرين بأخذ قروض جديدة على أمل إسقاطها، يهدد من الآن باستجواب رئيس الوزراء القادم بسبب إزالة مصليات «الشينكو» المخالفة لقوانين الدولة! ويتبعه في ذلك بالطبع كثير من المرشحين القبليين (كما يسميهم الأستاذ عبداللطيف الدعيج) الذين لا يمانعون إحراق الوطن بأكمله من أجل دغدغة العواطف للركوب على ظهر القبيلة والوصول إلى الكرسي الأخضر، فأصبح بعض المرشحين يتباهى بدعوته لمخالفة القانون، وهذه الحالة موجودة لأن هناك مواطنين لا يريدون أي قانون يحكمهم، بل يريدون للفوضى أن تعم البلد.ومن آخر تبريرات إقامة المصليات المخالفة للقانون أن بعض كبار السن يضطرون إلى قطع ألفي متر للصلاة في حال عدم وجود هذه المصليات المخالفة، وهو تبرير غير مقنع ويؤكد ما ذكرته قبل شهر تقريبا من أن هناك من يرفع شعار «مسجد لكل مواطن»، فهناك العديد من المناطق التي قد يضطر قاطنوها إلى السير لمسافة طويلة أو لركوب السيارة للوصول إلى المسجد، بل إن هناك مواطنين يضطرون إلى السير بالسيارة لمدة عشر دقائق أو أكثر للصلاة في مسجد يتبع مذهبهم لكنهم لم يجدوا يوماً في ذلك مبرراً لبناء مصليات مخالفة للقانون! وإذا كانت الصلاة في المسجد البعيد نسبياً مرهقة لكبار السن فالأولى لهم الصلاة بالمنزل، وإلا لكانت الدولة مطالبة بإقامة مسجد في كل فريج.من ناحية أخرى، يخرج علينا مرشح ليهدد أجهزة الأمن بمجاميع قبلية مستعدة للمواجهة في حال قامت وزارة الداخلية بمداهمة الفرعيات! المرشح المغمور كان في السابق عضوا في قائمة تابعة للائتلافية في إحدى أفرع اتحاد الطلبة في الخارج، ثم انقلب عليها وتم تأليف اتحاد عمالي ليرأسه حتى تكون بوابة للظهور الإعلامي ومن ثم للدخول في انتخابات فرعية مجرَّمة قانوناً بينما يتحفنا بين فترة وأخرى بتصريحاته المشددة على تطبيق القانون ومحاربة الفساد، ويبدو أن مرشح كتلة «الشعبي» الجديد نسي أن يكشف عن عدد الدبابات والرشاشات التي تمتلكها مجاميعه!الأمثلة السابقة نماذج لمن يسمون أنفسهم بالمعارضة، وبالمحامين عن الدستور، وبمحاربي الفساد، بينما كل هذه الصفات منهم براء براءة الذئب من دم يوسف (عليه السلام) في زمن بات فيه الاستعراض وخداع الناس أقصر الطرق للوصول إلى مجلس الأمة، فهل نتعظ من تجارب الماضي أم نستمر في السير نحو الهاوية؟!***في الدول المتحضرة، عندما يفوز الرياضيون بالمراكز الثلاثة الأولى في أي مسابقة، يتم التقاط صورة تذكارية لهم وحدهم دون وجود المديرين ورؤساء الاتحادات لأن الرياضي في النهاية هو الذي حصد الميدالية، أما في الكويت فيصر بعض المسؤولين على تخريب الصور التذكارية بالوقوف أمام الفائزين ليظهر وكأنه هو صاحب الإنجاز ثم يوزعها على الصحف.
مقالات
نسي أن يكشف عن عدد دباباته!
09-04-2009