محمد المنصور: الطابع التجاري للمسرح أفقده الصدق والاحترام!

نشر في 18-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 18-09-2008 | 00:00
ولد الفنان القدير محمد المنصور في منطقة «الشرق» عام 1946، ثم انتقل الى «الدسمة وكيفان»، حيث تلقى تعليمه في مدارس عدة من بينها: «النجاح»، «الرشيد» و{المتنبي». أكمل تعليمه في «معهد المعلمين» و{المعهد العالي للفنون المسرحية». ثم انطلقت مسيرته الفنية، حتى تولى منصب مدير إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بين عامي 1996 و 2004.

يطل علينا المنصور خلال الشهر الكريم من خلال أعمال عدة تتميز بالطابع التراثي، كذلك سيظهر في أحدها ضيف شرف. اختار أن يقدم أدوارًا مختلفة الشكل واللون، فنجده في مسلسل «عرب لندن» يؤدي دور رجل خليجي يعيش في لندن، ليعكس شخصية الرجل المتحضر الذي يستطيع التعامل مع مجريات الأمور، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، والنظرة السيئة التي بات الغرب ينظرها إلى العرب. تجري أحداث المسلسل في حقبة التسعينات.

يؤدي المنصور في مسلسل «هذيان الطين» دور رجل شرير صاحب مزاج متغير، مهمل ومتجاهل حقوق زوجته المثقفة، وهي تعاني الكثير من حياتها اليومية، بسبب هذا الزوج الشرير الذي ترتبط به ثم تنفصل عنه.

لاهوب وريح الشمال

يظهر المنصور في مسلسل «لاهوب» بشكل مختلف، إذ يؤدي دور رجل يغيب عن وطنه لأسباب غير معروفة، ثم يعود ليحقق العدل والمساواة في البلاد. يجسد المسلسل بأحداثه وشخصياته نمط الحياة في الكويت قديماً (فترة الخمسينات). أما مسلسل «ريح الشمال» فهو عمل تراثي يشهد تجمّع أكبر حشد من نجوم دول مجلس التعاون الخليجي. ألّفه الكاتب البحريني جمال الصقر وأخرجه مصطفى رشيد. يشارك في البطولة نخبة من النجوم من بينهم: إبراهيم الصلال، اسمهان توفيق، سيف الغانم، مرعي الحليان، إبراهيم بوضيف، وعد، عائشة عبد الرحمن، محمد ياسين، شجون الهاجري وعدد آخر من الفنانين من دولة الامارات العربية المتحدة. تدور أحداث المسلسل في الإطار التراثي ويرصد مراحل من تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتحديد حياة البحر والغوص ما بين 1910 - 1920.

يجسد المنصور في هذا العمل دور النوخذة أبو صقر، الرجل الذي يحب الخير للناس ويساعدهم في الكثير من الأمور، لكن هناك من يضمر له الشر ويدبر له المكائد، يمارس هؤلاء الضغوط عليه فيضطر للهجرة مع ابنه صقر إلى بلد آخر. يجسد المسلسل حالة صراع بين الخير والشر.

تعليمه

حصل المنصور على شهادات علمية وأكاديمية عدة منها: دبلوم الموسيقى من معهد المعلمين (1969)، دبلوم التلفزيون التعليمي في تخصص الإعداد والإخراج من معهد سيدو في انكلترا(1971)، بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية (1982) وماجستير من أكاديمية الفنون في القاهرة (1995). تولى إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عام 1996 حتى 2004.

التقديم التلفزيوني

يرى المنصور أن التقديم التلفزيوني خطوة مهمة في مسيرته الفنية، ويؤكد استمرار برنامج «توالليل» الذي يقدمه وسيطل علينا بحلة جديدة بعد رمضان. سبق له تقديم برامج في فترات متلاحقة أبرزها: «مسابقات رمضان»، «فوازير1989»، «فوازير تلفزيون الكويت» عام 1990، قدم خلالها مجموعة من الأغنيات منها «إحنا»، «أبونا وأمنا»، «يا أم عمر». كذلك قدم مجموعة من «الأوبريتات» مع الفنانة رجاء محمد منها: «الأمل»، «سندريلا»، «أبونا وأمنا»، «ميلاد أمة1980»، وكان الأخير بحضور الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمه الله. كذلك شارك أخيرا في الأوبريت الضخم الذي ضم أكثر من 100 فنان وفنانة من دول العالم العربي كافة، أخرجه أحمد العريان وأطلق عليه اسم «الضمير العربي».

المسرح

قدم المنصور أعمالاً مسرحية عدة في بداياته الفنية، لكنه أحجم أخيرا عن المشاركة في المسرح، بسبب الطابع التجاري الذي بات يكسوه، وكذلك لفقدانه مصداقيته وبريقه. أبدى أسفه من ألا تفتح المسارح أبوابها إلا في الأعياد والمناسبات، بعكس الأعمال المسرحية سابقا التي كانت تستمر عروضها ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر، وكانت تسبقها «بروفات» تستغرق المدة ذاتها، كي يخرج العمل المسرحي في أحسن صورة ويقدم شيئاً ذا قيمة. أوضح المنصور أن المسرح سابقا كان قائماً على ثلاثة محاور رئيسة هي: الصدق والاحترام والتقدير، لكن الآن غابت تلك المفاهيم، وأصبح واجهة احتفالية فحسب. يعزز ذلك المهرجانات السنوية التي تقام في أكثر من بلد عربي وخليجي.

مشواره الفني

يزخر مشوار المنصور الفني بأعمال مميزة كثيرة. سجله حافل بالتكريم والجوائز المحلية والدولية. من أعماله الدرامية التي ما زالت حاضرة في الأذهان: «حفلة على الخازوق»، «حبابة»، «القرار الأخير»، «الغجرية والأحدب»، «أبو هباش»، «يكافيك شرها»، «سليمان الطيب»، «نيران البحريني»، «القدر المحتوم»، «البساط السحري» وغيرها من الأعمال الناجحة.

اشتهر المنصور كذلك بالكثير من المسرحيات الكوميدية والاجتماعية منها «أنا والأيام»، «ضاع الديك»، «على جناح التبريزي»، «عزوبي السالمية»، «عزل السوق»، «ولعها شعللها» وغيرها. له أيضاً أربع مشاركات سينمائية هي: «بس يا بحر»، «ذآب تأكل اللحوم»، «ظلال الصمت»، و{القادسية».

العثرة

يذكر المنصور أن وفاة شقيقه المخرج عبدالعزيز المنصور في منتصف عام 2006 تركت أثراً بالغاً في نفسه، وذلك للعلاقة المتينة التي كانت تربطهما. كذلك كان الفنان الراحل بمثابة محور يلتف حوله جميع الفنانين والمخرجين القدامى، وكان رحيله سبباً في تشرذم هذه الفئة وانقطاع التواصل بينها. كان المنصور أهدى إلى روح شقيقه الراحل أحد أعماله التلفزيونية، بعنوان: «بلاغ للرأي العام».

أما «العثرة» التي يذكرها المنصور على صعيد العمل فتتمثل في الخدعة التي تعرض لها على إثر تصوير الفيلم العربي المشترك «ذئاب تأكل اللحوم»، حيث يحتوي على عدد من المشاهد الإباحية الساخنة، والتي يراها المنصور خارجة عن عادات العالم الإسلامي وتقاليده، لكن مونتاج الفيلم وضعه في موقف لا يحسد عليه بعد أن تلقى وعوداً بإزالة تلك المشاهد من الفيلم قبل عرضه، لكن لم يحدث ذلك.

back to top