يتسابق الفنانون راهنًا لحصد أكبر نسبة من الجوائز، وهدفهم الأكبر هو الحصول على جائزة عالمية، على الرغم من أن كثرًا منهم يقولون إن مثل تلك «الجوائز» لا تهمهم، إلا أنهم لا يترددون أبدًا في حال عُرضت عليهم. نالت النجمة اللبنانية اليسا حديثًا جائزة أفضل مطربة عربية من نقابة الفنانين المصريين ولجنة جائزة الشرق الأوسط للموسيقى في القاهرة. جاءت تلك الجائزة كرد واضح وسريع حول ما أشيع أخيراً عن منعها من الغناء في مصر على خلفية اتهامها بتجاهل كتابة أسماء موزعين مصريين شاركوا في ألبومها «اواخر الشتا».
ماذا تضيف تلك الجوائز الى الفنانين، وما مدى صحّة بعضها؟ وهل هي دليل واضح على نجومية الفنان ونجاحه أم تدخل في دائرة الـ{برستيج» فحسب؟
رفضت اليسا في حديث الى أحد المواقع الالكترونية اعتبار الجائزة التي نالتها من قبل نقابة الموسيقيين المصريين مجاملة لها وقالت: «الجائزة حقيقية وقائمة على استفتاءات، واللجنة مكوّنة من مجموعة من الموسيقيين منحوني أصواتهم لأحصل عليها». على أثر تسلمها الجائزة، أعربت عن شكرها لنقيب الموسيقيين المصريين منير عبد العزيز وأوضحت أنها ستسعى معه إلى تطوير الأغنية العربية لتبقى محافظة على الريادة».
المفارقة أننا لم نسمع حتى هذه اللحظات أيا من الأصوات الفنية تهاجم تلك الجائزة، هل لأنها ممنوحة من قبل جهة رسمية في مصر، ما يمكن أن يثير لهم المشاكل في الشارع المصري ويقلل بالتالي من شعبيتهم هناك؟
لم تكتف إليسا بنيل جائزة «ميوزك اوورد» لمرتين متتاليتين، بل أكدت حديثًا تطلعها للحصول عليها للمرة الثالثة، نافية من مجدداً ما تردد حول دفعها مبالغ ضخمة مقابل الحصول عليها وقالت: «ألبوماتي ناجحة جدا ولا أدفع مقابل حصولي على الجائزة ولا أمنح أهمية لكل ما يقال في هذا الموضوع». عن التشكيك في صحّة الجائزة من قبل زملائها، قالت في أحد لقاءاتها: «من لا يتمنى الخير لغيره سينزعج بالتأكيد من نجاحي وحصولي على جائزة عالمية بحجم «ميوزك اوورد»، في اعتقادي أن الانسان المحترم والفنان الحقيقي لا يمكن أن يخفض مستواه الى مثل هذا الكلام، الا اذا كان لديه نقص في نفسيته وشخصيته». يذكر أنه بعد حصولها على جائزة «ميوزك اوورد» في كلتا المرتين، أثارت اليسا عاصفة من الانتقادات واتهمها فنانون كثر بدفع المال للحصول عليها وأشار البعض الآخر الى أن الجائزة كانت عرضت عليه لكنه رفضها.
تشكيك
لماذا يشكَّكك دائما بالجوائز العالمية وحتى المحلية منها، لماذا لا يتمنى الفنانون الخير لبعضهم فتدخل الغيرة ويبدأون بالتراشق الاعلامي على صفحات المجلات؟
نوال الزغبي مثلا التي هنأت اليسا علناً على جائزتها العالمية، ناقضت نفسها في مؤتمرها الصحافي الذي عقدته في الكويت للترويج لألبومها الجديد «خلاص سامحت»، لدى سؤالها عن الجوائز العالمية، فقالت إن الجائزة عرضت عليها قبل 5 سنوات لكنها رفضتها، لأن الجهة المنظّمة طلبت مبلغًا من المال ولأن الجوائز المدفوعة لا تتماشى مع مبادئها، علمًا أن الزغبي حصدت جائزة ال{موركس دور» المحليّة لأكثر من مرة، وهي من الجوائز التي تدور حولها أكثر من علامة استفهام ويشكَّك بمصداقيتها.
أما الفنانة باسكال مشعلاني فاتهمت بنات جيلها من المغنيات، أمثال إليسا ونوال الزغبي، بشراء الشهرة والجوائز، مؤكدة أنها رفضت أن تشتري جوائز كثيرة عُرضت عليها، ويكفيها حجم جمهورها في الحفلات التي تحييها والمهرجانات التي تشارك فيها. قالت مشعلاني: «هذه «بروباغندا» يقمن بها، بل ويشترينها، يتحدد نجاح المطرب من حجم جمهوره في الحفلات والمهرجانات ونجاح أغنياته، ولدي عدد كبير من الأغنيات الناجحة، إلى جانب المهرجانات التي أحييها، والجوائز التي حصلت عليها، أعتبر نفسي نجمة مثل كل النجمات، فأنا أول من صورت كليبات، وسافرت إلى ماليزيا ونلت هناك جوائز من «وورنر» وصورت إعلانات.
امّا حسين الجسمي فتاريخه حافل بالجوائز. عام 2005، منحه مهرجان «موريكس دور» لقب «أفضل فنان عربي»، ونال لقب «أفضل فنان خليجي» في استفتاء «الأوسكار» في مصر (2004-2005)، وحصد كليب «بودعك» المركز الأول في مهرجان الأغنية المصوّرة لعام 2003، ومُنح في مهرجان «موركس دور» هذه السنة لقب افضل مطرب عربي. إلا أن الجسمي لا يعترف بالجوائز العالمية وخصوصًا جائزة «الورلد ميوزك اوورد»، وقال أنها عرضت عليه منذ سنتين قبل عرضها على اليسا، إلا أنه رفضها كون المنظمين طالبوه بدفع مبلغ مالي في المقابل.
لا شك في أن جوائز كثيرة وبأسماء مختلفة توزّع على الفنانين بشكل كثيف راهنا في عالمنا العربي وتدّعي جميعها أنها تستند إلى الاحصاءات، لكن الغريب أن تلك الاحصاءات تختلف بين شركة واخرى او بين مجلة واخرى وضمن البيئة الواحدة. ولو سلّمنا أن الجوائز العالمية تتمتع بمصداقية أكبر من الجوائز المحلية، فلماذا يتهم الفنانون الحائز على الجائزة بدفع المال في المقابل؟ بل لماذا يصرحون بأن تلك الجائزة عرضت عليهم سابقا؟ ولماذا لم يصرّح هؤلاء بذلك سابقاً وانتظروا استلام أحد زملائهم الجائزة ليشنوا حرباً عبر صفحات المجلات والإعلام ؟ أسئلة كثيرة لن تلقى جوابا، إلا في حال عادت المحبة لتسود الوسط الفني العربي بدلا من الحسد و{القيل والقال».