الحوار الفلسطيني... الموقف العربي المطلوب!

نشر في 14-11-2008
آخر تحديث 14-11-2008 | 00:00
No Image Caption
 صالح القلاب عندما تضطر مصر الى تفجير القنبلة التي فجرتها، وتقول الحقيقة المرّة وتوجه نقداً الى حـركة «حماس» وتتهمها بضرب الحوار الفلسطيني وإفشال اجتماع القاهرة الأخير خــدمة لـ«أجندات خارجية»، فإن هذا معناه ان الكيل قد طفح وأنه لابد من موقف عربي موحد لوقف هذا التخريب المنهجي الذي يجري في الساحة الفلسطينية، والذي يستهدف العرب كلهم، لأن اختراق هذه الساحة هو اختراق للأمن العربي كله.

لم تحدد مصر هوية هذه «الأجندات الخارجية»، التي خدمة لها أحبطت «حماس» كل محاولات رأب الصدع الفلسطيني السابقة واللاحقة التي قام بها المصريون وقامت بها المملكة العربية السعوية واليمن، ولكن الكل يعرف ان المقصود هو إيران التي لم تخفِ توجهاتها التي كان سفيرها الأسبق في دمشق محمد حسن أختري قد قال بتفاخر ان حركة المقاومة الإسلامية ابن شرعي للثورة الإيرانية.

ليس صحيحاً على الإطلاق، ان إحجام «حماس» عن حضور اجتماع القاهرة الأخير، الذي كانت مصر تريده تتويجاً لكل الحوارات «الماراثونية» التي سبقتها، سببه عدم إطلاق سراح أعضائها المعتقلين في سجون «السلطة» في الضفة الغربية، فهذه مسألة ثانوية كان بالإمكان حلها في إطار ما كان مفترضاً ان يتم الاتفاق عليه لو ان هذا الاجتماع لم يُفَشَّلْ ويجري إحباطه.

لقد قالت مصر، وهي صادقة، إن «حماس» تذرعت بمسألة المعتقلين لكسب الرأي العام، علماً أن هذه القضية كان من الممكن حلها أثناء جلسات «الحوار»، ولعل ما يؤكد صحة هذا الذي قالته مصر ان هذه الحـركة كانت قد ربطت ذهابها الى اجتماع القاهرة الأخير، الذي لم يُعقد، بتسعة شروط من بينها ان يكون حضور محمود عباس ليس بصفته رئيساً للسلطة الوطنية الفلسطينية، إنما بصفته رئيساً لحركة «فتح» وهذه مناورة مكشوفة ومعروفة.

هناك مثل يعرفه أهل البادية يقول إنه لا يجوز البحث عن أثر الذئب والذئب يقف أمامك مباشرة، فالمعروف ان «حماس» إنتاج إيراني وأنها عضو مؤسس وإن كان غير رئيسي في حلف «فسطاط الممانعة والمقاومة»، ثم أن المؤكد أن إيران التي أكثر ما يخيفها ان تتوحد الفصائل الفلسطينية وأن تنجح عملية السلام، هي التي أفشلت اتفاق مكة المكرمة واتفاق صنعاء، وأنها هي المقصودة بقول مصر إن قرار حركة المقاومة الإسلامية بمقاطعة «الحوار» مرتبط بأجندة خارجية.

إن المطلوب الآن ألا يبقى الموقف العربي ضبابياً إزاء هذه المسألة الخطيرة، بعد ان اتضح بصورة قاطعة ان مشكلة الفلسطينيين هي هذه «الأجندات الخارجية»، فيجب وضع «حماس» أمام خيار إما ان تخرج من الدائرة الإيرانية، وإلا فإنها ستواجه بمقاطعة عربية شاملة.

* كاتب وسياسي أردني

back to top