عملاء إيران والعراق ... ما أشبه الليلة البارحة!

نشر في 17-09-2008
آخر تحديث 17-09-2008 | 00:00
 سعد العجمي

نعم ياسادة بيننا من يضمر لنا الشر، وحولنا من يريد بنا سوءا، منهم إيرانيون، ومنهم عراقيون، ومنهم غير ذلك... نعم نصرخ بها لقيادتنا وحكومتنا، فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها قبل فوات الأوان.

شخصيا لم أكن في انتظار تأكيد السياسي الإيراني المنشق عادل الأسدي عن وجود عملاء لإيران في الكويت وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، فهذه حقيقة لا يجهلها أي مراقب للأحداث، ولا من يملك الحد الأدنى من قراءة تاريخ المنطقة، خصوصا الأنظمة الشمولية في دولها كما في إيران والعراق حتى إن صبغت تجاربهما الحديثة بالمزيد من «مساحيق تجميل» الديمقراطية.

بغض النظر عن صحة العدد «المهول» للعملاء الإيرانين في الكويت، الذي ذكره النائب ناصر الدويلة والبالغ خمسة وعشرين ألفا، وعن ماهية تلك العناصر التي تحدث عنها الأسدي في تصريحه الذي نقلته «رويترز» وعن مهامها التي تنقسم إلى قسمين، وصف أحدهما بالخطير، وهو المتعلق بزعزعة الأمن والسلم في الدول التي يتواجدون فيها، عبر تصفيات وتفجيرات واغتيالات، فإن هذه التسريبات، حتى إن اتخذت حجماً أكبر من حجمها الطبيعي، تدق نواقيس الخطر، وتحتم اتخاذ الكثير من الاحتياطات الأمنية وتقديم سوء النية على حسنها فيما يتعلق بالقيادة الكويتية عند تعاملها مع الآخر.

كلنا نتذكر السنوات القليلة التي سبقت الغزو العراقي الغاشم، عندما تحولت السفارة العراقية في الكويت إلى مرتع خصب لاستخبارات نظام صدام حسين عبر ستة آلاف دبلوماسي يعملون تحت مسميات وهمية، ناهيك عن عناصر استخباراتيه بالآلاف كانت تعمل من مهنة زبال إلى سائق تاكسي، إلى صحفي، وصولا إلى العمل في أكثر وزارات الدولة أهمية وحساسية كالدفاع والداخلية.

يبدو أن عدم التعلم من التاريخ والتجارب هي سمة كويتية بامتياز، هكذا يقول واقعنا عام 2008 ، حيث بات الوضع مشابها لما كنا عليه عام 1990، مع هذا التواجد غير المبرر للعمالة الإيرانية على أراضينا، وتلك الزيارات- من دون داع- التي تقوم بها وفود عراقية رسمية وغير رسمية للكويت، يمكث بعض أعضائها بطريقة أو بأخرى في بلدنا وتحت رعاية من قبل عدد من مؤسسات الدولة الرسمية.

بحكم عملي أتلقى عددا من الاتصالات بين فترة وأخرى من أشخاص لا أعرفهم، يقولون إن هناك شخصيات عراقية في الكويت، يمثلون جهات سياسية لم أسمع بها من قبل، يرغبون في إجراء بعض المقابلات الصحفية للحديث عن أحداث المنطقة، دائما اعتذر عن تقديم هذه الخدمة، لكنني أسأل نفسي عن تلك الشخصيات ولماذا هي في الكويت تحديدا؟ ومن دعاها في الأصل؟ وماهو المبرر من تواجدها بيننا؟ فهي بحكم واقعنا السياسي والأمني وكذلك الاجتماعي في الكويت، مثيرة للريبة والشك.

لست هنا كي أشكك في أشقائنا في إيران أو العراق، لكن واجبي الوطني يفرض علي أن أضع النقاط على الحروف، فحسن النية دائما هو سمة السذج وأنصاف الرجال، والأمر متعلق بأمن بلدي وقيادتها واستقرارها، لذا فإنني ملزم بالقول، إن على قيادتنا السياسية وعلى شعبنا استشعار ما يدور حولنا في هذا الإقليم الذي يوشك أن يتحول إلى برميل بارود بين لحظة وأخرى... نعم ياسادة بيننا من يضمر لنا الشر، وحولنا من يريد بنا سوءا، منهم إيرانيون، ومنهم عراقيون، ومنهم غير ذلك... نعم نصرخ بها لقيادتنا وحكومتنا، فلا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها قبل فوات الأوان.

back to top