الحكومة بطاطا... بالكاتشاب ومن دونه!
كلهم يقولون لا نريد المحاصصة في تشكيل الحكومة بل نريدها قوية ذات كفاءة، نريدها حكومة قادرة على مواجهة الأزمات، وقهر الصعوبات، والقفز بالكويت إلى المستقبل وغير ذلك من «الكليشيهات» المعهودة، ونجدهم مع ذلك يصرون على الزج بأسماء مرشحيهم إلى الحكومة، بل ويضغطون لتوزيرها وضمان مقاعدها.
حتى الدكتورة معصومة المبارك، ومضة العقل والمنطق الذي كنا، ومازلنا، نرجوها في البرلمان المقبل، طالبت بزيادة التمثيل النسائي في الحكومة... لماذا لمجرد أنه نسائي!والبعض يحرص على الظهور بمظهر الحريص على الكفاءة... فيذهب إلى رئيس الوزراء ليرشح له الكفاءات، وكلهم من بني عمومته، أو طائفته، أو تياره وجماعته! وكأن عيونه لا ترى الكفاءات إلا من أهله وقبيلته وطائفته وجماعته، وأما الآخرون فلا كفاءات فيهم ولا خيراً! المحاصصة منها بدأنا، وإليها نعود تارة أخرى، ويبدو أنها قدرنا الذي ليس لنا منه فكاك، وأما الكفاءة فهي مثل «الكاتشاب» في المطاعم، موجود على الطاولة، فإن أحببت فضع قليلاً منه على البطاطا، وإن لم تحب فليس إجبارياً، فالبطاطا بطاطا بكاتشاب ومن دونه، ولن يسألك أحد، وربما لن يكترث أصلاً!لو كنت مكان رئيس الوزراء، ولست مكانه، لأوصدت بابي دون كل هؤلاء الضاغطين لجماعاتهم، قبلياً وطائفياً وسياسياً، ولاستشرت من أثق برأيهم، ممن لم تخذلني آراؤهم سابقاً من المخلصين الصادقين، فيمن يستحق التوزير، فجعلت من هذه الترشيحات حكومتي القادمة. وبطبيعة الحال، ولطبيعة المجتمع، ستكون الحكومة من كفاءات السُنّة والشيعة والحضر والبدو والمنتمين والمستقلين، وستكون ممثلة لكل الأطياف.المطالبات الكثيرة المترددة بحكومة التكنوقراط.. وحكومة المتخصصين.. وحكومة الإنجازات.. وغيرها من المصطلحات المهيبة البراقة، هي مطالبات إنشائية في جوهرها، ولو توقفنا لفحصها سنجد أنها لا تقوم على أرضية موضوعية على الإطلاق، وكثير ممن يطلقونها لا يدركون معانيها في الغالب، ولا يعلمون كيف ستقدم هذه الحكومات الحلول؟ وكيف ستستعيد مكانتها، في ظل هذا الواقع؟ إنما هي مطالبات يطلقونها في بورصة الكلام والسلام!ما نحتاجه في هذه المرحلة بالذات هو حكومة صقور أقوياء. حكومة قادرة على المواجهة. حكومة قادرة على الدفاع عن نفسها ولا تخشى منصة الاستجواب، قادرة على استعادة هيبتها