ميشال سليمان رئيساً للبنان بعد 6 أشهر من الفراغ

نشر في 26-05-2008 | 00:00
آخر تحديث 26-05-2008 | 00:00
No Image Caption
خطاب القسم لامس هواجس الأكثرية... وقارب مخاوف المعارضة
في جلسة تاريخية تحوَّلت إلى عرس وطني وعربي ودولي جامع، انتخب اللبنانيون قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، بعد ستة أشهر من الفراغ في سدة الرئاسة، تتويجاً لاتفاق الدوحة الذي توصل إليه الفرقاء اللبنانيون بدعم عربي وقطري.

وفي خطاب القسم، الذي ألقاه في المجلس النيابي وسط حضور عربي ودولي غير مسبوق في تاريخ لبنان وتلقفته الاطراف اللبنانية بإيجابية، ترجم سليمان التوافق الذي انتُخِب على أساسه؛ فلامس في مضمونه هواجس الأكثرية، مؤكداً المساهمة في قيام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وطمأن المعارضة بتأكيده الحاجة الى المقاومة مادام احتلال مزارع شبعا لايزال مستمراً.

ومن تقديمه الحوار بوصفه أولوية لوضع استراتيجية دفاعية تستفيد من طاقات المقاومة، وتأكيده علاقات الأخوة مع سورية وضرورة ترجمتها عبر اقامة علاقات دبلوماسية، قارب سليمان مختلف المسائل المطروحة على الساحة اللبنانية، من وجوب تأمين الحد الأدنى من التوافق وتأمين الغطاء السياسي للجيش اللبناني، ورفض التوطين وجعل لبنان ساحة للصراعات الخارجية، والتركيز على وجوب تأمين الاستقرار السياسي كمقدمة للنهوض الاقتصادي، اضافة الى مواضيع تربوية واجتماعية وانسانية، ومنها ملف المفقودين اللبنانيين واعادة اللبنانيين الموجودين في اسرائيل.

وبينما سُجِّل تحفظ نيابي في جلسة الانتخاب تجلى بست أوراق بيضاء وثلاث أخرى ملغاة، ليحصد الرئيس 118 صوتاً من 127 صوتاً، وهو عدد الاصوات نفسه الذي ناله الرئيس السابق اميل لحود، برز في جلسة القسم موقفان، الأول لرئيس مجلس النواب نبيه بري، والثاني لأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وفي موازاة توجه الرئيس بري الى الدول العربية بالقول: «إذا كنتم اختلفتم انطلاقا من لبنان فاتفقوا بعد اتفاقه»، وقوله: «أعتذر اذا كان لبنان فرقكم وأعتز كثيرا بانه اليوم يجمعكم، فبهذا يصان لبنان، وبهذا وحده يُصان العرب»، انتقد الأمير القطري حلول الأزمات في لبنان باتباع «مبدأ لا غالب ولا مغلوب».

وقال: «أسمح لنفسي بأن اقول إن ما توصلنا إليه، ما توصلتم أنتم اليه في الدوحة قبل ايام، لابد أن يكون خروجا على هذه القاعدة الداعية إلى التحفز والتوتر والإحساس الدفين بأن الفتنة قائمة حتى وإن كانت نائمة»، مشدداً على ان «الغالب هو لبنان والمغلوب هو الفتنة، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحا للجميع، اليوم وغداً وإلى الأبد».

وفي أول المواقف الدولية والعربية من انتخاب سليمان رئيساً، أعرب الرئيس الاميركي جورج بوش عن أمله ان «يكون اتفاق الدوحة مدخلا لحقبة من المصالحة السياسية لمصلحة جميع اللبنانيين». وأكد ثقته بأن لبنان اختار رئيسا ملتزما بحماية سيادته وبسط سلطة الدولة على كامل الاراضي اللبنانية والاضطلاع بواجبات لبنان الدولية».

ورأى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه «بانتخاب سليمان تم الانتقال الى مرحلة اساسية ستسمح للبنان بمواجهة التحديات التي تنتظره وتعزيز وحدته واستقلاله واستقراره». وأبدى أمله في «زيارة قريبة جداً» للبنان، مشدداً على انه «سيكون في وسع لبنان في المرحلة التي تبدأ اليوم وفي مواجهة هذه التحديات، الاعتماد اكثر من اي وقت مضى على دعم فرنسا التام».

واعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان «لبنان بحاجة إلى كل صفات القيادة التي اظهرها العماد سليمان في الماضي بالحفاظ على وحدة الجيش اللبناني والمؤسسة العسكرية»، وقال: «انتخابكم يمثل فرصة مهمة لابعاد لبنان عن الانقسامات الاخيرة وبناء الديمقراطية التوافقية»، مؤكداً دعم حكومته وشعبه الكامل لمسيرته.

عربياً، أمل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في برقية تهنئة بعث بها سموه إلى الرئيس سليمان، أن «يسهم هذا الانجاز الوطني الذي حققه الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق آماله وتطلعاته وتعزيز وحدته الوطنية ورسم مستقبله المنشود»، متمنيا للرئيس الجديد «كل التوفيق والسداد وموفور الصحة والعافية».

وأعرب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عن أمله ان «يكون انتخاب الرئيس فاتحة خير للشعب اللبناني، وأن يساهم في تعزيز وحدته»، مشدداً على ان «ترسيخ حالة الوفاق الوطني والحوار بين جميع القوى والتيارات السياسية اللبنانية، هما السبيل الامثل لصون المكتسبات والانجازات التي حققها لبنان».

ورأى العاهل المغربي الملك محمد السادس ان من شأن انتخاب الرئيس «تعزيز التوافق الوطني»، املاً ان يحقق «للشعب اللبناني الشقيق ما يتطلع إليه من تعزيز التوافق الوطني ووحدة الصف بين كل مكوناته وتوجيه ما يزخر به من طاقات هائلة للبناء وإعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستدامة».

back to top