أسيل العوضي... لماذا؟!

نشر في 22-05-2008
آخر تحديث 22-05-2008 | 00:00
 حمد نايف العنزي

الكاريزما هي «سحر الشخصية» التي تجعل من المرء مقبولا عند الناس، وأسيل العوضي تتمتع بوجه طفولي «baby face»، يوحي لك بالطيبة، وبأنها سيدة لطيفة للغاية، ولا يمكن أن يصدر منها ما يضرك، وهي حين تتكلم تعطيك انطباعا غريبا بأنك تعرفها منذ زمن طويل، وأنها فرد من أفراد العائلة.

لم تنجح أي من المرشحات في حجز مقعد نسائي واحد في المجلس القادم، وهو أمر متوقع، حيث مازال القبول بممارسة المرأة للعمل السياسي والقناعة بكفاءتها ومقدرتها على التمثيل البرلماني، ضعيفا جدا، ومن الصعب جدا القول إن هذا السقوط النسائي، سبّب خيبة أمل لأحد، لأنه لم يكن هناك أمل بالنجاح أصلا!

لكن ما أثار استغراب الكثيرين، ولست أحدهم، هو تحقيق بعض المرشحات عدداً كبيراً من الأصوات كالدكتورة أسيل العوضي ود.رولا دشتي وذكرى الرشيدي، وأخريات، بل إن أسيل العوضي كادت أن تفعلها وتصل إلى قبة البرلمان كأول امرأة تحوز على النيابة البرلمانية، لولا أن ابتعد أقرب منافسيها عنها، وهو النائب السابق والحالي ناصر الصانع في الأمتار الأخيرة من السباق!

وتساءل الجميع عن سر هذا النجاح اللافت للنظر لأسيل العوضي، مع أنها اسم جديد، وغير معروف على نطاق واسع، بل إن اختيارها كممثلة للتحالف الوطني تم قبل الانتخابات بشهر ونصف، ولم تظهر إعلاميا إلا قبل ثلاثة أشهر، في ندوة عن قانون منع الاختلاط، وهي قد تكون معروفة بالنسبة لأعضاء التحالف الوطني والمنبر الديمقراطي، لكنني أتحدث هنا عن معرفة الناس بها بشكل عام.

الرقم الذي حققته الدكتورة أسيل في الدائرة «الأقوى» على مستوى التنافس، 5173 صوتا، قياسا بالمدة القصيرة التي طرح فيها اسمها كمرشحة، كان رقما أسطوريا، خاصة إذا نظرنا إلى الفارق البسيط -نسبيا- بينها وبين رموز في العمل السياسي كأحمد السعدون وناصر الصانع، وتفوقها على كثير من النواب السابقين ذوي الخبرة والتجربة، يستدعي التأمل والتفكر والدراسة، فما سر هذا النجاح، ولماذا «أسيل العوضي» بالتحديد؟!

شخصيا لم أستغرب ذلك، فقد توقعت أن تكون الأولى على مستوى المرشحات، وحدث ذلك، وأن تحوز قدراً كبيراً من الأصوات، وحدث أيضا، وألا تسعفها هذه الأصوات الكثيرة للنجاح، وحدث ذلك فعلا، فهل أنا منجم أم ساحر؟! لا طبعا، ولكنني رأيت فيها ما لم أره في كثير من المرشحات والمرشحين، وهو الطلة الجميلة والشخصية الجذابة، أو ما يسمى بـ«الكاريزما»!

والكثيرون يفهمون كلمة الكاريزما على غير معناها، فحين تقول إن فلاناً أو فلانة عنده كاريزما، يظن سامعك أنك تقصد الوسامة أو الجمال، وهذا ليس صحيحا، فالكاريزما هو «سحر الشخصية» التي تجعل من المرء مقبولا عند الناس، ومؤثرا فيهم، وعليهم، دونما سبب واضح، فمع أنك تراه للمرة الأولى، مع ذلك، تشعر بأنك تعرفه منذ زمن طويل، وتتقبله كصديق، فتبتسم إذا ابتسم، وتتضايق إذا تضايق، يحدث هذا معنا كثيرا، خصوصا مع الفنانين أو السياسيين، ولذلك يتحولون إلى نجوم!

سمات الكاريزما تظهر غالبا، في ملامح الوجه، وفي الابتسامة، والنظرة، ونبرة الصوت، وطريقة الحديث، وأسيل العوضي جميلة، وليست جميلة جدا، لكنها تتمتع بوجه طفولي «baby face»، يوحي لك بالطيبة، وبأنها سيدة لطيفة للغاية، ولا يمكن أن يصدر منها ما يضرك، ولها ابتسامة خجلة جذابة، وهي حين تتكلم، تتكلم بهدوء وبصوت منخفض حتى في أقصى انفعالاتها، ولها طريقة جميلة ومميزة في نطق حرف «الراء» على وجه الخصوص، وتعطيك انطباعا غريبا بأنك تعرفها منذ زمن طويل، وأنها فرد من أفراد العائلة، مع أنك تشاهدها للمرة الأولى، وعلى شاشة التلفزيون!

أعتقد أن الكاريزما تلعب دورا كبيرا في نجاح أي مرشح، بالإضافة إلى قدرته على الخطابة والإقناع والطرح الجيد، وأن يكون مسنودا من حزبه أو قبيلته أو طائفته طبعا!

وهناك مرشحون لديهم هذه الكاريزما، وساهمت في نجاحهم، كصالح الملا، الذي وجد قبولا حسنا عند جمهور الناخبين، وهناك آخرون يمتلكونها ولم تسعفهم بالنجاح، لوجودهم في دوائر قبلية أو طائفية محجوزة المقاعد مسبقا، كعسكر العنزي، وذكرى الرشيدي، وعبدالمحسن المدعج.

نصيحتي للجميع في الانتخابات القادمة، قبل صرف الأموال الطائلة، وبذل الجهد الكبير، أن تقوموا بعمل استفتاء صغير في الدائرة المحيطة بكم، العمل، الأهل، الديوانية، يتضمن سؤالا واحدا: «هل أتمتع بشيء من الجاذبية؟!»، فإن جاءت النتائج سلبية، فلا تترشحوا للانتخابات رأفة بأنفسكم، وأهلكم، وبنا أيضا!

back to top