قراءة... وسؤالان 
لامين عام المجلس

لكي أجعل المقالة خفيفة، سأدخل في موضوع نتائج الانتخابات مباشرة و دون أي مقدمات لأدلو بالتالي:

• لا شك في أن جديد هذه الانتخابات وعنوانها العريض هو دخول أربع نساء دفعة واحدة إلى المجلس، وهذا الأمر بلا شك قفزة نوعية في العملية الانتخابية وتجاوز لعامل التصويت على أساس الجنس، لكن ذلك لا يعني أن الناخبين بشكل عام أحسنوا الاختيار. فالمؤزِّمون عادوا من جديد وحصد بعضهم المراكز الأولى وبأصوات أكثر- باستثناء واحد سقط بالانتخابات الفرعية، وفي المقابل لم ينجح بعض النواب الذين كانوا مثالا للعقلانية والتركيز على هموم الناس بدلا من العنتريات.

• مع اعتقادي بأهمية وجود المرأة في المجلس إلا إن هذا النجاح الباهر الذي تحقق لهن لا يمكن إيعازه فقط إلى وعي مفاجىء أصاب الناخبين حتى تجاوزا هذه العقدة. فالسلطة- أو لنقل بعض أطرافها- كان لها دور في إيصالهن إلى المجلس، ومن لديه خبرة في الانتخابات يستطيع أن يقرأ ذلك من خلال مؤشرات عدة أهمها نتائج بعض صناديق الدوائر المعروف ناخبوها ومَن يوجههم، إضافة إلى نوعية بعض العاملين في حملاتهن الانتخابية.

• بعض الدوائر أفرزت نتائج متناقضة، بحيث لم نعد نعرف ما هو «المود» الذي يسيطر عليها. ففي الدائرة الثالثة مثلاً لم ينجح ممثلوا «حدس» وتقهقر العمير إلى المركز العاشر مع أن اتجاه «حدس» كان نحو التصعيد في المجلس السابق بينما اتجاه التجمع السلفي كان نحو التهدئة؟

• تقدم المستقلين على حساب مرشحي القوائم- باستثناء القوائم القبلية- يعد مؤشراً سلبياً لأنه كان من المؤمل أن يختار الناخبون في ظل الدوائر الخمس بين مرشحي القوائم المتفقين على رؤى وأفكار مشتركة بدلاً من تعزيز الطابع الفردي على العملية الانتخابية، وهو أمر يعطي الأفضلية للمقتدرين مالياً ويعزز صعوبة ترتيب الأولويات في المجلس.

• خيارات الناخبين في الغالب تكون بعيدة عن تقييمهم لأداء النائب في المجلس. فلم ينجح أحمد لاري مع أنه أكثر النواب حضوراً لاجتماعات اللجان البرلمانية ومتابعة لعمله وكان محوراً مهماً لترتيب أولويات المجلس. وفي المقابل نجح ضيف الله بورمية وحافظ على مركزه من الانتخابات الماضية مع أنه أقل الأعضاء حضوراً لاجتماعات لجانه، أي أقل الأعضاء تأدية لعمله الذي من أجله انتخبه الناس!

• أغلب مَن لعب على وتر مهاجمة الآخرين حقق نجاحاً مبهراً، ونتائج الدائرتين الأولى والرابعة خير دليل على ذلك، وأثبتت صحة ما ذهبت إليه في مقالة «ملوك الطوائف»، تلك المقالة التي اعتبرها البعض وكأنها من الذنوب الكبيرة!... وللحديث بقية.

***

• نرجو من «الوزير المبجل» أمين عام مجلس الأمة أن يوضح لنا الآتي: هل سيسمح للجمهور بحضور جلسة القسم الأحد القادم أم لا؟ وإذا تفضل علينا بكرمه الحاتمي ووافق، ما هو الوقت التقريبي لفتح الباب لعامة المواطنين؟ فهل سيجيب عن هذين السؤالين أم سيترك المواطنين «الدعله»- مثلما حصل في العام الماضي- ينتظرون لساعة وساعتين وأكثر أمام الباب، وهم يستمتعون بالجو السويسري الجميل وبالشمس الباردة دون معرفة مصيرهم؟! ومرة أخرى نقول: «الشرهة مو عليه» لكن على النواب الذين يتناسون الناس الذين أوصلوهم إلى هذا المكان.

• النائب فيصل المسلم استغرب أن يقال إنه تم اختطاف المجلس السابق مع أن فيه أكثر من أربعين نائباً مؤيداً للحكومة. أحد الأصدقاء علق على تصريحه قائلاً: الطائرة قد تقل 100 و200 راكب وحتى أكثر، ومع ذلك يستطيع خطفها راكبان أو ثلاثة!