لا تقبل مذيعة قناة «فنون» الفضائية عهود أن تحتلّ مكان زميلة من زميلاتها، مهما كان السبب، لأنها ذاقت مرارة الظلم، ذات مرة، حين اخرجتها الواسطة، من تلفزيون «الوطن». تعترف أن ثمة تنازلات في العمل الإعلامي، لكنها لم تصادفها من قريب أو من بعيد. لا تهتم بالإشاعات ولا تعيرها اهتماماً.
«الجريدة» التقتها وكان الحوار التالي: • حدثينا عن الفرق بين تجربتيك في تلفزيون «الكويت» وفي قناة «فنون». بدأت تجربتي مع تلفزيون «الكويت» من خلال برنامج «طرطش» بالتعاون مع «المشاريع السياحية»، وكان أعلن التلفزيون عن حاجته إلى مذيعات، نجحت في الاختبار وعملت كمذيعة فيه، من ثم انتقلت إلى تلفزيون «الوطن»، إلا أنني صُدمت بعد انضمامي إليه، ولم أستطع إكمال مشواري فيه. وجدت نفسي أخيراً في قناة «فنون» التي احتضنتني، وكان لها الفضل في شهرتي. • ما سبب خروجك من «الوطن»؟ اختارني التلفزيون بداية لبرنامج «بنات وبس» مع الزميلة فاطمة الخباز، ثم غيرت الإدارة توجهها واختارت مذيعات هاويات للمشاركة فيه ليست لديهن أية خبرة. في اختبار الحلقة الأولى «بايلوت» حُكم علينا بالفشل، فاستقدمت الإدارة طاقم عمل من لبنان، وتحديداً من «روتانا»، وأخرجتني من البرنامج من دون اعتذار. • ماذا عن إنجازاتك مع «فنون»؟ أعتبر نفسي بنت «فنون»، وأشكر إدارتها لأنها وقفت إلى جانبي واحترمت موهبتي، وأعتبر كل ما أقدمه انجازاً. • هل ثمة اختلاف أو تمييز بين المذيعين والمذيعات في «الوطن»؟ بنات الديرة مهدور حقهن في «الوطن»، لأن الإدارة تعتمد على الواسطة في اختيار المذيعات وتعتمد أكثر على الفتيات اللواتي يأتين من الخارج. • هل مساحة الحرية المتاحة للمذيعات في القنوات الخاصة أكبر من القنوات الحكومية؟ نعم في بعض الأمور، لكن يعتبر التلفزيون الحكومي، خصوصاً الكويتي، أكثر أماناً للمذيعات. يمكن قياس الحرية من خلال الفرص المتاحة، تعتمد القنوات الخاصة في خطتها عدداً كبيراً من البرامج، عكس تلفزيون الحكومة الذي يخصص معظم برامجه لأخبارها ، ما يقلل من برامج المنوعات والحوارات المباشرة، لذلك تتجه المذيعات إلى الخاص. • هل أصبح الزي وسيلة للفت نظر المشاهد؟ للأسف نعم، لكني لا أقبل على نفسي أن ألفت نظر أي شاب من خلال الزي الذي أرتديه، لأن ذلك يتنافى مع عادات الكويت وتقاليدها التي تربيت عليها. أحرص على الاحتشام أمام الشاشة، لتكون نظرة الناس إلى المذيعة الكويتية جيدة، خصوصاً أنني أعمل في فضائية يراها العالم العربي كله. • هل تعملين بهدف الكسب المادي؟ طبعاً لا، منذ دراستي الجامعية، شكَّل التقديم بالنسبة إلي هواية أتوق إلى تحقيقها، وعندما سنحت لي الفرصة قبلت ولم أتردد. • هل عارض أهلك فكرة التقديم؟ بدايةً، عارضني والدي، ليس بسبب هوايتي إنما نظراً إلى السمعة التي تطاول العاملين في هذا المجال، وعندما رأى فتيات كويتيات يتجهن للعمل كمذيعات اقتنع بالفكرة، يتابعني وهو من أشد المعجبين بي، ويحرص على أن يعطيني ملاحظات ونصائح. • يقال إن مشوار الفن والإعلام مليء بالتنازلات؟ لم أقدم تنازلات لأنني لا أحتاج إليها، حتى لو كان على حساب شهرتي. قد أقبل ببعض التنازلات عن بعض الأجر مثلا، أو القبول بأجر لا يتماشى مع امكاناتي، كذلك، من الممكن أن تقبل المذيعة الجديدة المتميزة بموهبة التقديم ببرنامج صغير، أو بعرضه بتوقيت غير مناسب. في المقابل، أرفض بشدة التنازلات الأخرى التي تسيء إلى الإنسان وتفقده كرامته وثقته بنفسه. • هل تتأثرين بالاشاعات؟ لا أهتم، لا أتأثر، لا أغضب... وإن حدث فلا تعليق. • ما الإشاعة التي هزتك؟ بعد رمضان ماضية، اضطررت إلى وقف برامجي لشهرين متتابعين، عندها انتشرت إشاعة مفادها أن ثمة خلافات بيني وبين قناة «فنون» وبسببها طردت. • هل فكرت في الاتجاه نحو الغناء أو التمثيل؟ عندها سيكون آخر يوم في عمري! لا أجرؤ أن أتوجه إلى أسرتي برغبتي في التمثيل، لأن الموضوع مرفوض تاماً ولا أفكر فيه مطلقاً. • هل تعتبر دراسة الإعلام مهمة في نظرك؟ تفيد الدراسة في المجالات كافة، وفي مجالنا تزيد على ثقافة المذيع وتكسبه الثقة بالنفس وتجعله يبحث ويطّلع ويواكب التطور في أسلوبه، لا سيما إن كانت لديه الموهبة. • هل تفكرين بالعودة إلى تلفزيون «الكويت»؟ إذا سنحت أمامي فرصة جيدة وعمل جيد يستحق أن أثابر من أجله، ما المانع؟ • الى ماذا تطمحين؟ أن أصبح مذيعة ذات مسؤولية هادفة، وتكون شهرتي على قدر تعبي ومجهودي وليس على طريقة «المحسوبية والواسطة»، لأنني أرفض أن احتلّ مكان أية زميلة أخرى. • والزواج؟ لم أفكر به بعد، في النهاية هو «قسمة ونصيب». • حين تتزوجين، هل تتركين الفن إذا طلب منك زوجك ذلك؟ منذ البداية أحاول أن أعرف رأيه في عملي وأن نتفق سوياً بطريقة ترضينا نحن الاثنين. • ما هي الأعمال التي قدمتها سابقاً؟ البرنامج الأول الذي قدمته كان «طرطش» لتلفزيون الكويت والثاني «بنات وبس» لـ»{لوطن» ولم أوفق فيه. أما برامجي مع «فنون» فهي : «كيفكم شباب»، «ساعة لقلبك»، «نجوم فنون»، «عيون فنون».
توابل - مزاج
عهود أحمد: الواسطة أخرجتني من الوطن
24-06-2008