ألين لحود: كل فنّانة تهزّ خصرها ليست استعراضية!
تخطو الفنانة اللبنانية ألين لحود خطواتها الأولى في عالم الغناء العربي بأغنية «حبوك عيوني» بعدما اشتهرت بأداء اللون الغربي وحصدت فيه جوائز عديدة. لا تخفي قلقها على المستقبل، لكنها تؤمن أن الفنان المجتهد والأصيل لا بدّ له من تحقيق أحلامه. متأثرة جدّاً بوالدتها الفنانة سلوى القطريب، التي اشتهرت في ثمانينيات القرن العشرين كبطلة مسرح روميو لحود، وتعتبرها المرشد الأوّل لها. لا تعطي وقتاً كافياً لحياتها الشخصية على الرغم من إعجابها بالرجل الشرقي.
عن خوضها مجال الأغنية العربية ونظرتها إلى المستقبل، كانت معها الدردشة التالية: هل انتقالك من الغناء الغربي إلى الشرقي نتيجة عدم انتشار الأغنية الغربية في العالم العربي أم لخوض تجربة جديدة؟ لا أقوم بأي نقلة نوعيّة في مسيرتي الفنية إذا لم أقتنع بها. انطلقت عبر الأغنية الغربية وعرفني الناس من خلالها، لكنهم طالبوني بخوض مجال الأغنية العربية أيضاً وشعرت بالحماسة والشغف لإثبات قدرتي على أداء الألوان الغنائية كافة. عرضت علي أعمال عربية سابقاً، لكنها لم تشبهني ولم تلِق بي فرفضتها، إلى أن جمعتني الظروف بشركة «يلا فن»، وأدركت أن الوقت حان لأخطو خطوة جديدة في مسيرتي الفنية. اقتنعت بـ «حبوك عيوني» لأني أسعى إلى النوعية في الغناء ولا ألهث وراء تحقيق أكبر نسبة من الإنتشار. كيف تصفين شعورك بعد تصويرها؟ تماماً مثل شعوري عندما كنت أعود إلى لبنان حاملة الجوائز من المهرجانات الغربية، أي القلق على المستقبل والصراع بين الفرح والمسؤولية. صحيح أن الشركة تدعمني بالإضافة إلى الإعلام والجمهور، لكن غدت المسؤولية أكبر بالنسبة إليّ لناحية اختيار أعمال جيّدة ذات مستوى راق وتليق بذوق الجمهور. أصبح الخطأ ممنوعاً عندي وهو مضاعف في حال ارتكبته. هل واجهتك صعوبات معينة أثناء التصوير؟ كلا. استمتعت بالعمل مع المخرج وليد ناصيف ومع فريق العمل المحترف وسادت أجواء عائلية بيننا. أعجبتني الـقصة وشعرت أثناء التصوير أني أعيش حياتي اليومية وغلبت العفوية على «الكليب». أمضينا 84 ساعة تصوير من دون أن نتعب. هل تطمحين إلى نيل الجوائز عن الغناء بالعربي كما حصل معك في الغناء بالأجنبي؟ ليست الجائزة هدفي لكنها تضيف دعماً معنوياً إلى الفنان وتشكّل علامة مشرقة في مسيرته الفنية. ما زلت في بداياتي، أعتقد أنه من المبكر التفكير في الجوائز، الأهم إثبات حضوري وسط الزحمة الفنية الحاصلة وتقديم أعمال راقية تبرز طاقاتي وتجعلني في المستوى المطلوب. ذكرت أنك تتقنين فن الإستعراض على المسرح، هل تحبين أن يطلق عليك لقب «فنانة استعراضية» وما رأيك باللواتي يطلقن على أنفسهن هذا اللقب؟ يجب أن يعرف الناس معنى كلمة «استعراض» الحقيقية، فهو عمل ضخم ومتكامل يجمع بين الموسيقى والرقص والغناء وأداء الأدوار والملابس وتصميم الرقصات وغيرها...الإستعراض أصعب من المسرح ويتطلب إنتاجاً ضخماً وتحضيرات والأهم الإختصاص. ليس من المقبول إطلاق لقب «فنانة إستعراضية» على كل مغنية اعتلت المسرح وهزّت بخصرها وبدّلت فساتينها بهدف إخفاء عدم كفاءتها في الغناء، لذلك من الضروري تصحيح هذا المفهوم. يعرف من يدرس الاخراج والتمثيل والمسرح أن الفنان الإستعراضي هو فنان متكامل لأنه يجمع في شخصه الفنون كافة على غرار كارول سماحة مثلا. من الأفضل تسمية اللواتي يكتفين بهز خصرهن على المسرح بـ «فنانات ترفيهيات». أطمح إلى أن أكون فنانة استعرضية يوماً ما وسأجتهد على نفسي بانتظار أن تأتيني الفرصة وأحقق حلمي على المسرح. تتحدثين عن الزحمة الفنية، هل تخشين الفشل؟ تربيت على أسس متينة ووجهني أهلي على الطريق الصحيح. أحزن حين أرى البعض يصل إلى النجومية بسرعة فائقة ومن دون تعب، في وقت لا يحقق الشخص، الذي يجتهد، هدفه إلا بعد سنين طويلة. درست خطواتي جيّدا منذ بداية مشواري، مع أن اعمالي قليلة إلا أنها تركت بصمة في القلوب وهذا هو الأهم بالنسبة إلي. أفضّل تقديم أعنية «سينغل» ودعمها لتلقى الإنتشار على تقديم ألبوم كامل لا يُسمع منه سوى أغنية أو إثنتين. لا انكر إني أقلق أحياناً نتيجة تحمّلي المسؤولية وخوفي على إسمي وحرصي على عدم التفريط بالنجاحات التي حققتها. أعلم تماما أنّه ليس من السهل خوض مجال الغناء العربي في ظلّ علامات الإستفهام التي تشوبه والمحسوبيات وغيرها... إلا أني أعتبر أن الفنان الأصيل يفرض نفسه بشخصيته وأعماله. من يلفتك راهناً على الساحة الفنية؟ لا شكّ في أن هناك فنانين جيدين وأتمنى أن يطغى الوجه الإيجابي دائماً على السلبي. أحب إليسا وأراها ذكيّة في اختياراتها ولفتتني الألبومات الثلاثة الاخيرة التي أصدرتها وكليبها «بتمون»، تتميز بحنان في صوتها لا يتوفر عند الأخريات. كذلك أحب يارا، اشتريت ألبومها الجديد ولفتتني أغنيات عديدة فيه، أعتبرها فنانة راقية وتتمتع بالصوت والحضور. أما كارول سماحة فهي فنانة متكاملة وأحبها على المسرح وفي التلفزيون ويلفتني فضل شاكر وملحم زين ومعين شريف. هل سنسمعك باللهجة الخليجية أيضاً؟ أحبّ اللهجة الخليجية وتلفتني الألحان الخليجية لأن فيها وجع. من الممكن أن أخوض غمارها في المستقبل، حالياً أركّز على الأغنية اللبنانية كونها لهجة بلدي. ماذا تعلمت من تجربة والدتك سلوى القطريب وبماذا تنصحك؟ تنصحني دائماً لكنها لم تقرر يوما عنّي، تحذرني من الإنجرار وراء الشهرة والأضواء، وصلت والدتي إلى المجد في عالم الفن لكنها لم تفقد يوماً تواضعها. كذلك تحذرني من العروض المغرية التي تخفي وراءها أموراً سلبية، نعرف جيداً ما تتعرض له الفنانة في هذه الايام. أستشيرها في أعمالي كافة وأتكّل على إحساسها في خياراتي. تعلمت منها الإحتراف وتقنياته من احترام المواعيد وتلبية الطلب في الظروف الطارئة والبقاء دائماً على أهبة الاستعداد... يفاجأ كل من يعمل معي لأني أتجرّد من كل شيء وقت العمل. أفخر بها وأدعو الله أن يطوّل بعمرها فهي المرشد الدائم لي. هل تفكرين بتجديد أغانيها؟ الفكرة واردة وأحب تسليط الضوء على الأغنيات التي لم تأخذ حقها سابقاً. أريد لأبناء جيلي والجيل الأصغر مني أن يعرفوا من هي سلوى القطريب وقيمة الأعمال الفنية التي قدمتها، أتمنى أن أوصل أغنياتها إلى هؤلاء من خلال صوتي. سأتروى قبل الإختيار لكني أحبّ أغنية «لما كنت صغيري» فهي تلفتني كلاماً ولحناً. حديثا عن المسلسلين اللذين بدأت تصويرهما؟ أصوّر راهناً «الطائر المكسور» من كتابة الشاعرة والرسامة مهى بيرقدار الخال وإخراج ميلاد أبي رعد. أجسد فيه دور فتاة سافرت إلى دبي بحثاً عن عمل فيكتشفها منتج ويطلقها فنياً ويتزوجان ويؤسسان عائلة. كذلك سأبدّأ قريباً تصوير «دكتور هلا» كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج غابي سعد، أجسّد فيه دور فتاة تحب الموسيقى وتسعى وراء النجومية وتمرّ بمراحل متنوعة. أعتبر المسلسلين تجربة جديدة ونقلة نوعية تسمح أن يراني الجمهور بصورة جديدة. بين التمثيل والغناء، أين هي حياتك الخاصة؟ (تضحك) إلى جانب التمثيل والغناء أمارس مهنة التعليم يومياً، ليس لديّ وقت لحياتي الشخصية. أعتبر من الخطأ إهمالها لكن لدي مشاغل كثيرة راهناً. هل تخافين من عدم التوفيق في المستقبل بين حياتك العملية والزوجية، خصوصاً أن فنانات كثيرات فشلن في ذلك؟ يعود فشل الفنانات إلى إعطاء الحيز الأكبر من وقتهن لعملهن، لا ألومهن لأني أعرف تماما صعوبة التوفيق بين العائلة والفن. أتذكر مدى تعب والدتي تجنباً لأي تقصير سواء في بيتها أو في عملها. اختلف الوضع راهنا مع كثرة أسفار الفنانة، ليس من السهل إعطاء وقت كبير للزوج أو العائلة وسط الزحمة الفنية الحاصلة اليوم، لذلك لن أقدم على خطوة الزواج إلا حين أشعر بقدرتي على التوفيق بين العائلة والعمل. لا أحب الطلاق وتفكك العائلة وأحزن لتفشي هذه الظاهرة هذه الأيام. ما هي مواصفات فتى أحلامك؟ أحب الرجل الشرقي واللبناني تحديداً. يلفتني الرجل الحنون والكريم والنابض بالحياة. الرجل سند المرأة ويكملان بعضهما. لمن تقولين شكرا؟ لله على وقوفه إلى جانبي. بطاقة الممثلة المفضلة: عربياً سلاف فواخرجي وعالمياً إيما طومسون. الممثل: عربياً جورج شلهوب وعالمياً كولين فاريل. المغنية: ماريا كاري وكريستينا أغيليرا. المغني: ستيفي واندر. أكلتك: المغربية. سيارتك: aston martin dbs لونك: الأسود. البلدان: بعد لبنان إسبانيا.