الكويت ورفع سقف التطلعات
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
ومن أكثر المصطلحات القديمة عودة إلى صفحات الاقتصاد في الصحافة الأوروبية أخيرا، اتفاقية «بريتون وودز»، وما بريتون وودز إلا منطقة سياحية في نيوهامبشاير نسب إليها المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بعد الحرب العالمية الثانية، لتحديد النظام الاقتصادي الدولي لمرحلة ما بعد الحرب، فاجتمع صانعو السياسة آنذاك لوضع القواعد وتحديد المؤسسات الرسمية التي من شأنها إدارة العلاقات التجارية والنقدية القائمة في ما بينها. وقد كان من أبرز مهندسي القمة في ذلك الوقت الاقتصادي الإنكليزي الشهير جون مينارد كينز، الذي عرض فكرة تأسيس احتياطي مالي عالمي مركزي، يعمل على إعادة توزيع الفائض التجاري على الدول التي تعاني عجزا ماليا.تطلبت الإجراءات إعادة النظر في أسعار صرف العملات، وتنافس الدولار مع سعر الذهب، وبعد التخلي عن الاتفاقية عادت قوى العرض والطلب إلى جانب الأدوات المالية الجديدة للسيطرة على الأوضاع الاقتصادية. خلاصة الموضوع أن القمة اللندنية، أعادت إلى ذاكرتي سعي الكويت المتواصل لدى المنظمات الإقليمية والدولية لعقلنة المشهد السياسي بتحويل لغة السياسة إلى الاقتصاد، فعلى الصعيد الإقليمي عقدت القمة الاقتصادية هذا العام في الكويت، وعلى الصعيد الدولي استبقت الكويت الأزمة المالية وطالبت قبل عامين منظمة التجارة الدولية ومؤسسات بريتون وودز بتخفيف القيود على صادرات الدول النامية، ووضع نظام تجارة دولي أكثر عدالة وإنصافا للدول الأقل نموا والأكثر فقرا.فقد جاء ذلك في كلمة الكويت عام 2007 في الأمم المتحدة، الأمر الذي يجعلها مؤهلة أن تصبح مقرا للبنك المركزي الخليجي... وتمثل الدول العربية في المؤتمرات الاقتصادية العالمية، فالكويت تملك كل ما يؤهلها للعب أدوار إقليمية، بل عالمية، والمطلوب تعزيز الثقة بالكفاءات من أهل الكويت، والترفع عن أصحاب المزايدات الهشة، والتشكيك في القدرات. كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء