عراقيّات

نشر في 01-02-2009 | 00:00
آخر تحديث 01-02-2009 | 00:00
No Image Caption
 أ.د. غانم النجار • قُبيل زواله، تحدى صدام حسين العالم، بأنه سيحصل على ما نسبته 100 في المئة بالانتخابات الرئاسية التي قرر أن يجريها لإثبات شعبيته، وفعلا جرت الانتخابات وحصل «الرئيس الضرورة» على 100 في المئة من الأصوات، بصرف النظر عن أنه كان المرشح الوحيد، والمشرف الوحيد عليها، فمن يستطيع التشكيك بتلك النسبة يا ترى؟ لا بل أنه حتى الأموات قاموا من قبورهم وصوّتوا للرئيس.

بعد سقوط صدام، كنت في مهمة انسانية دولية بالعراق، وكنت أتحاور خلالها مع عراقيين بشأن إن كان هناك مستقبل للانتخابات الديمقراطية في العراق، كانت أغلب الاجابات تأتي على النحو التالي «أي انتخابات؟ الانتخابات مزورة».

منذ ذلك الحين أُجريت في العراق انتخابات عدة، ويوم أمس انتهت عملية الاقتراع لمجالس الحكم المحلي لـ14محافظة عراقية، ويتنافس على الـ440 مقعدا حوالي 14500 مرشح، ويشارك فيها كل ألوان الطيف السياسي والعرقي والمذهبي، فبينما كان السنّة قد قاطعوا الانتخابات المحلية الماضية في يناير 2005، ها هم يعودون بقوة.

• تم فرض حظر التجوال في عدد من المدن، كما تم اغلاق المطار، وكذلك اغلاق المعابر الحدودية، وتم تطويق مراكز الاقتراع بالأسلاك الشائكة مع حراسة لصيقة على مدار الـ24 ساعة، وفي أحد مراكز الاقتراع يحتاج الناخب إلى عبور 6 محطات تفتيش حتى يصل إلى صندوق الاقتراع، ومعظم مراكز الاقتراع عبارة عن مدارس، وهناك ممران للتصويت أحدهما للرجال والآخر للنساء، وتستقبل مراكز الاقتراع الناخبين من الساعة الـ7.00 صباحا وحتى الـ5.00 مساء، مع احتمال التمديد في حال الاقبال الزائد، كما يتوقع الاعلان عن النتائج خلال 72 ساعة ويتم الفرز بطريقة يدوية، وينظم العملية الانتخابية القانون رقم 36 لسنة 2008 ويتضمن 51 مادة وهو قانون شامل معقد.

• تُشرف على الانتخابات «المفوضية العليا المستقلة للانتخابات»، وهي الجهة الحصرية التي تدير العملية الانتخابية وتخضع لمراقبة مجلس النواب، ولطالما طالبنا بانشاء مثل هذه المفوضية لكي نرتقي بالعملية الانتخابية في الكويت.

وتسمح المفوضية بشكل مطلق للمراقبين المحليين والدوليين بمراقبة الانتخابات، وتعتمدهم وترخص لهم لتسهيل مهمتهم، ويقوم عدة مئات من المراقبين الدوليين بمراقبة الانتخابات، بالاضافة الى آلاف المراقبين المحليين، ولا شك أنه في حال اكد هؤلاء المراقبون أن الانتخابات كانت حرة ونزيهة، فان ذلك يعني ان الخطوات نحو الاستقرار قد بدأت.

• تقوم المفوضية بالتحقيق مع حوالي 60 مرشحا تم اتّهامهم بتزوير بياناتهم الرسمية، خصوصا في مؤهلاتهم العلمية، حيث ادعوا ان لديهم مؤهلات علمية معينة وهي مزورة او مشتراة او غير موجودة، إذ يشترط ان يكون المرشح بمؤهلات علمية معينة، وربما نحتاج إلى التدقيق في ذلك الامر عندنا.

• من المتوقع ان يفوز السنّة في محافظتي ديالى ونينوى، وربما مجالس الصحوة في الانبار، بالاضافة الى الحزب الاسلامي، وربما يعزز المالكي وجوده في الجنوب على حساب المجلس الاعلى، وربما يخسر حزب الفضيلة البصرة، وربما تضعف مقاعد الصدريين ويخسرون محافظة ميسان، لكن القوى الرئيسة ستظل محتكرة للسلطة بصورة عامة.

• نتائج الانتخابات وخروجها بسلام سينعكسان على الوضع السياسي العام، وسيعطيان الرئيس اوباما فرصة اكبر لتحقيق رغبته في انسحاب مبكر، ولا شك انهما سيؤثران في الانتخابات العامة المقرر اجراؤها نهاية هذه السنة.

• مع ان طريق استقرار العراق مازال طويلا، ومازالت هناك مطبّات كثيرة فيه، لكن الانتخابات هي مؤشر مهم لتوقّع ما هو قادم، سلبيا كان أم ايجابيا.

back to top