للوهلة الأولى قد يحسبه البعض معرضاً للأثاث والديكور، إذ يزخر بصور عدة لغرف المنزل، لكن سرعان ما تتضح حقيقة هذا المعرض الفريد بعد ملاحظة اللمسات الإنسانية التي تميزه. إنه معرض «البيت» للفنان الشاب أحمد كامل الذي أقيم أخيراً في القاهرة وضم حوالي 20 صورة فوتوغرافية، وكان لـ{الجريدة» معه الحوار التالي.كيف دخلت مجال التصوير الفوتوغرافي؟
تخرجت في كلية الفنون الجميلة في مصر منذ خمس سنوات. وبدأت العمل في مجال التصوير الفوتوغرافي، وأقمت معارض تصويرية عدّة.
ألم يجذبك الفن التشكيلي؟
بدأت بالرسم ومارسته فترة طويلة أثناء دراستي وبعدها بقليل، وما زلت, لكنني أجد نفسي مشدوداً أكثر إلى التصوير الفوتوغرافي. ثمة لقطات كثيرة تستحق التخليد, وهنا يكمن دوري. وأنا مهتم بالمقتنيات الذاتية والشخصية, وانعكاس أفكارنا على بيوتنا وملابسنا وأفراحنا...
كيف استلهمت فكرة معرض «البيت» الذي أقمته في القاهرة أخيراً؟
مع الأيام يترك كل منَّا بصمة خاصة على بيته فيصبح التعرّف على مكنونات الشخصيّة سهلاً ما إن نرى البيت. أجد متعة بالغة في إظهار جوانب خفية في شخصيات البشر، وأسعى دائماً إلى إيصال هذه المعلومات إلى الجمهور من خلال معارضي.
لماذا البيت تحديداً؟
لأنه جزء حميم في حياتنا يمثّل الراحة والسُكنى، ومع الزحام الشديد وازدياد مصاعب الحياة, أصبحت البيوت متنفّسنا الرئيس وأحياناً الوحيد، فهي بمثابة المساحة الخاصة التي نطلق العنان فيها لكل ما نودّ القيام به.
كيف قدمت هذه الرؤية في معرضك؟
ثمة تفاصيل معينة في كل بيت تعبّر عن مستوى أصحابه وطريقة تفكيرهم, بل وطموحاتهم وأحلامهم أيضاً. في إحدى الصور مثلاً، إطار لصورة شخصية على الحائط, وفي أخرى مكواة وفي ثالثة مصباح كهربائي، بالإضافة إلى تفاصيل كثيرة أخرى تولّد شعوراً لدى المتلقي بأنه يعرف تلك البيوت وأصحابها.
من أين أتيت بتلك البيوت في صورك؟
اعتمدت بالأساس على بيوت أصدقائي ومعارفي، وحاولت تقديم بيوت من مختلف الطبقات الاجتماعية, لكنني ركزت قليلاً على الطبقة الوسطى بحكم حجمها وانتشارها.
هل تتعمّد نقل إحساس أو صورة معينة إلى الجمهور؟
بالتأكيد، لأني أختار اللقطات التي أصوّرها, لكنني بالطبع أيضاً لا أتعمد نقل وجهة نظر معينة، فكل واحد من الجمهور لديه حسّه الفني الخاص. وأحياناً يحدثني البعض عن تفاصيل معينة في صوري لم ألاحظها سابقاً. أنا ألتقط المشهد وأترك فهمه وتأويله للجمهور.
هل واجهتك مشكلات في الإعداد لهذا المعرض؟
نعم، لأنني أدخل مساحة الناس الخاصة, لذا لاقيت رفضاً كثيراً كي ألتقط 20 صورة فقط. وقد عرضت التصوير على نحو مائة شخص، فرفض كثر منهم.
هل قمت بأي تحضيرات خاصة في البيوت التي صوّرتها؟
إطلاقاً. لم أتدخل في المشهد أبداً. كان هدفي إظهار لمسات الأشخاص الخاصة على بيوتهم. انحصر دوري في تسجيل لقطات معينة. وأعتقد أن دوري كمصوّر فوتوغرافي ينحصر في اختيار اللقطة المناسبة.
هل يضم المعرض صوراً لمنزلك الخاص؟
طبعاً, لكنني لن أشير إليها.
هل تحاول الخروج من دائرة مساحة الناس الخاصة؟
أعشق تلك المساحة وأجد نفسي فيها، وأعتقد أنني ما زلت أقدّم جديداً من خلالها، لكني بالتأكيد أحاول تطور أدائي. قدمت معرضاً عن الأفراح وآخر عن البيوت وأعد معرضاً لصور العائلات وأخطط لتصوير واجهات المنازل في المدن.
ماذا عن معارضك المقبلة؟
أحضّر لمعرض عن العائلة، فكرته الأساسية تصوير أسر مصرية في منازلهم وتحديداً في غرف استقبال الضيوف، حيث تظهر كل عائلة كما تحب أن تبدو. سيقدم هذا المعرض بالطبع صورة واضحة للغاية عن هذه الأسر، لكنني واثق من أن مشكلاته ستكون أكبر بكثير من سابقه. فكثيرون يرفضون تصوير منازلها، وكيف الحال حين أطلب منهم أن يكونوا ضمن عناصر الصورة! الأمر صعب جداً لإقناعهم بفكرة التصوير.
وأحلامك.
أحلم بالترحال بين البلدان العربية والغربية مصوراً كل ما أراه، وإعداد معرض عالمي عن العائلة من بلدان العالم كلها، يتضمّن صوراً لعائلات مصرية وخليجية ولبنانية وسوريّة... فأقدم صورة أوضح عن شعوب العالم كلها.