الإسراف... في المساجد!
أول العمود: في تعاطينا مع موضوع غزة عاطفة حجبت عنا الاهتمام برفع قضايا ضد إسرائيل في الدول التي تقبل صلاحية ملاحقة مجرمي الإبادة الجماعية. ***
كثير منا من يلاحظ بعض السلبيات المتعلقة بحال المساجد، ومن ذلك ما يتعلق بدور الوزارة المسؤولة، وأخرى ذات صلة بسلوك العاملين في المسجد، فوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تعترف بارتفاع كلفة بناء المساجد، وهي عقدت لقاءات سابقة مع جمعية المهندسين لبحث هذا الموضوع لإيجاد حلول له، هذا عدا كلفة الصيانة الدورية التي تصل إلى عشرات الملايين سنويا، ولا شك أن المسجد يعد مكاناً لانطلاق المثل والسلوك القويم، ومن بين ذلك نبذ الإسراف والتبذير الذي اقترن في ديننا بسلوك الشياطين. اليوم نرى أن أحد أسباب ارتفاع كلفة بناء المساجد هو في كثرة عددها (حول منزلي 3 مساجد على نفس البعد)! ومعروف ماذا يحتاج المسجد في وقتنا الحاضر من مظاهر البذخ التي نهى عنها ديننا الذي يحث على البساطة، وهناك من المساجد ما يضم من الزخارف التي تلهي المصلي عن خطبة أو درس، وفي الكويت اليوم ما يقارب 1200 مسجد، وهو عدد يتطلب صرفاً كبيراً على الصيانة، وعلى الوزارة أن تطلق حملة إعلامية تنبه الناس والمتبرعين خاصة إلى حاجات أخرى للمجتمع غير بناء المساجد، وتكون في ميزان أعمالهم. من مظاهر التبذير الملاحظة مسألة الترميم، فكلنا يرى تصميم بعض المساجد الذي يحتوي على أحواش مكشوفة تضطر الوزارة لاحقا إلى تغطيتها بحجة استيعاب زيادة أعداد المصلين، ومعروف أن أعمال الترميم تشكل نسبة كبيرة من أصل الكلفة؛ فموضع التكييف والتهوية لا يخلو من السلبيات أيضا، وكثير من المساجد لا يرتادها سوى عدد قليل من المصلين في أيام الأسبوع، وأحيانا لا يتعدون السطرين، ومع ذلك لا يتم العمل بنظام التكييف الجزئي لمساحة المسجد الداخلية، وهذا تحت مرأى الإمام والمؤذن!هذة ملاحظات عامة يضاف إليها أن الوزارة ممثلة في قطاع المساجد، والتي تضم مهندسين، تصرف أموالا طائلة إلا أنك تلاحظ أن معظم المساحات الخارجية تزرع بشكل عشوائي، وربما باجتهاد المؤذن، وهو ما يفقد الطابع الجمالي للمسجد، في المقابل نجد أن الشوارع والميادين العامة أجمل بكثير، من ناحية الزراعة التجميلية، من المساجد، وبالطبع لم تتوصل الوزارة بمهندسيها الأفاضل إلى استغلال ماء الوضوء في الري رغم إثارته عدة مرات.سلوك بعض العاملين في المساجد لا يخلو هو الآخر من سلبيات، فمن منا لم يلاحظ ساعات الحائط المهملة والمتوقفة دون إصلاح، وانعدام العناية بالمساجد الواقعة في مناطق العزاب وقذارة سجادها ودورات المياه فيها، ومن منا لم يشاهد الفوضى في تعليق الوسائل الإرشادية بشكل غير لائق وفوضوي، والذي وصل حتى إلى الأذان، فنحن اليوم نسمع نداء الفجر أكثر من مرتين بسبب تخلف بعض المؤذنين عن الوقت المحدد، فيتحول الليل لمدة 20 دقيقة إلى تزاحم بين مؤذن ملتزم وآخر (راحت عليه نومة)!هذه ملاحظات عامة ينقصها الحديث عن سلوك بعض المصلين الذي يحتاج إلى مساحة أخرى.