Ad

أنت يا أبا عبدالعزيز شخصية عامة، فلست فوق مستوى النقد، ونحن ممن انتقدوك يوما ما، لأنه لا مقدس لدينا إلا القرآن، لكن ما يقومون به ليس انتقاداً، بل فُجور في الخصومة يتجلى فيه فقدان الحد الأدنى من مفهوم «الرجولة» وأخلاق الفرسان.

في زمن تولي «الرويبضات» قيادة المشهدين السياسي والإعلامي لدينا، وفي زمن سطوة الدينار ومشتقاته المليونية والمليارية، وفي زمن «الواثبين» على القلم والزاوية والعمود، وفي زمن «اغتصاب» الحقيقة «وهتك عرض الذمة والمبدأ»، لم أستغرب تلك الحملة «الفاجرة» التي يتعرض لها الرمز الوطني أحمد السعدون منذ إعلان نتائج الانتخابات الأخيرة.

في السبعينيات، والثمانينيات ودواوينها الشهيرة، كنت تقود ثلة من الرجال للدفاع عن الدستور والديمقراطية، بينما كان أغلبهم وقتها أطفالاً يحملون «رضّاعاتهم» ويمصون أصابعهم، الآن وفي غفلة من الزمن باتوا كُتّابا فجأة، فتجنوا عليك واتهموك زوراً وبهتاناً، فلا تستغرب يا أبا عبدالعزيز، فنحن باختصار في زمن أغبر، نتن، اختلطت فيه المفاهيم، وزوّرت فيه الحقائق، زمن تحكمه المصالح لا المبادئ.

انظر، إنهم يختلفون في كل شيء إلا في الإساءة إلى شخصك، في الأمس دارت بينهم معركة «البسوس» في افتتاحيات صحفهم، وتراشق كتّابهم، فنشروا غسيل بعضهم على الملأ، وأعطونا خلال خلافهم دروسا عن أخلاقيات «عوالم» شارع محمد علي، حينها قلنا إنهم لن يتفقوا أبداً، وإن العداء بينهم بلغ مداه واستفحل، لكنهم اليوم اتفقوا عليك، كونك، ومن هم على شاكلتك من رجالات الكويت وأحرار الشعب والأمة، ترعبونهم، وترهبونهم، وتزعجونهم، بل تقتلونهم، فأنتم رأس رمح موغر في صدور أحلامهم للانقضاض والاستحواذ على كل شيء في هذا الوطن ليجعلونا «سادة وعبيدا».

أنت شخصية عامة، فلست فوق مستوى النقد، ونحن ممن انتقدوك يوما ما، لأنه لا مقدس لدينا إلا القرآن، لكن ما يقومون به ليس انتقاداً، بل فُجور في الخصومة يتجلى فيه فقدان الحد الأدنى من مفهوم «الرجولة» وأخلاق الفرسان.

تطاول الأقزام على تاريخك يا أبا عبدالعزيز، وسلّ «سقط القوم» سيوفهم للنيل منك، وفتحوا عليك النار من كل اتجاه، وسخّروا صحفهم ووسائل إعلامهم لتشويه صورتك، بل لا أبالغ إذا قلت إن مؤسسات رسمية قي الدولة شاركتهم وتواطأت معهم، لكنك بقيت شامخاً كالجبل الأصم، إن وقعوا عليك آذيتهم، وإن وقعت عليهم طحنتهم.

المؤلم في الأمر أن الكثير من الأقلام التي توقعنا أن تصرخ بالحق، وبعض الصحف التي تأملنا فيها خيراً، صمتت فجأة، بل إن بعضها غمز ولمز ضدك، لأسباب لم تعد خافية على العارفين ببواطن الأمور، أما نحن فلا يوجد في أجندتنا حسابات الربح والخسارة والتزلف لدى أصحاب النفوذ وأولياء النعم، فدافعنا عنك، وسنظل كذلك، لأننا اخترنا طريق الحق الذي اختزله تاريخ أحمد السعدون لا شخصه، فلسنا من عبّادي الشخوص.

لن يذكرنا التاريخ يا أبا عبدالعزيز، ولن يذكرهم أيضا، لكن تاريخ الكويت السياسي الذي سيكتب ولو بعد مئات السنين، سيذكر رغما عنهم أحمد عبدالعزيز السعدون في فصل «رجالات الدولة»، فالمواقف والمبادئ وحدها هي من يصنع تاريخ الرجال والدول.