دعا الأمين العام السابق لرابطة الأدباء عبدالله خلف الدولة إلى الاستفادة من التجربة المصرية «القراءة للجميع» التي وفَّرت الكتب للجميع بأسعار زهيدة، وحببت الناس في القراءة، ورأى أن المكتبات العامة تراجع دورها في الكويت بسبب إهمال الدولة الواضح للمكتبات، إذ لم تزود المكتبات العامة بكتب منذ عام 1991.

Ad

ذكر الأمين العام السابق لرابطة الأدباء عبدالله خلف أن «أول مكتبة عامة في الكويت أنشأها مواطنون من باب العمل الخيري، بهدف خدمة العلم، وافتتحت سنة 1922، باسم المكتبة الأهلية، واتخذت من بيت علي العامر مقراً لها، وكانت تزود بالصحف العربية الرائدة كـ«البلاغ، الاهرام، المقطم من مصر، والقبس من سورية»، وأول أمين عام لها عبدالله العمران النجدي، ثم عين مبارك القناعي أمينا لها، ثم انتقل مكانها، ليكون على ساحل البحر بالقرب من المدرسة الأحمدية، وكانت تفتح في أوقات غير محددة، ثم تطوع عدد من أهل الخير لإقامة مكتبة في بناء خاص بها، ولما علمت السيدة شاهة الصقر بذلك تبرعت للمكتبة بدكان كانت تملكه في قيصرية التجار، وأضافت لها اللجنة المتطوعة بعض الدكاكين فاستأجرتها، وعين الشيخ محمد صالح التركيت أمينا لها، هكذا إلى أن أُلحقت المكتبة بإدارة المعارض.

وبين خلف أن «المكتبات تعاني منذ عقدين من الزمان ابتعاد الناس عنها، وبقيت شبه مهجورة، إلا من تردد الطلبة في مواسم الامتحانات، وذلك بسبب ما شغل الناس من توافر الوسائل المعلوماتية، وخزانة الفكر الكبرى «الانترنت» وأجهزة أخرى تزود الناس بالمعلومات، ثم ظهرت شواغل أخرى، فبعد أن كان جهازا واحدا للبث التلفزيوني يصل إلى المشاهدين في كل بلد، تعددت الفضائيات الى ما يعجز المشاهد عن متابعة المئات من القنوات الصالحة والضارة، وعزوف الناس عن القراءة صار ظاهرة عالمية الى درجة أن أخذت بعض الدول في وضع علاج لهذه الظاهرة، لكي يعود القارئ الى المكتبات العامة، أو الانصراف الى شراء الكتب للتثقيف منها، كما كان من قبل في مطلع القرن الماضي الى منتصفه، والجدير بالذكر أن جمهورية مصر العربية قامت بدعم الكتب الثقافية والتراثية وتحملت الدولة معظم تكاليف الكتاب حتى اعادته الى قيمته المادية، الى ما كان عليه قبل نصف قرن، وفي سلسة «القراءة للجميع» توافرت الكتب للجميع بأسعار زهيدة، ما يعادل المئة فلس والمئتين، ودعمت الكتب الجامعية». وتابع «هذا ما تحتاج إليه شعوبنا من الحكومات في الوطن العربي، لتمكين الناس من القراءة دون أعباء مادية، وما قامت به مصر يعد قدوة تحمد عليها، وتبقى بادرتها هي الأفضل في توفير الكتب بعد أن حجبها الغلاء عن عامة القراء، مشيرا إلى أن اميركا عندما ادركت عزوف الشعب عن القراءة أخذت تعطي المترددين على المكتبات العامة هدايا وجوائز تعلو وترتفع كلما زاد اقبال القراء على المكتبات، حتى استطاعت ترغيب المواطنين في التردد على المكتبات».

وأوضح خلف أن «الملاحظ في الكويت أن المكتبات العامة شبه معطلة، ولم تزود بالكتب الجديدة منذ عام 1991، وأبلغني الدكتور خليفة الوقيان أن ادارة المكتبات العامة مضى عليها عامان، وهي تجري عملية اقتناء لكتاب يخصه، لمجرد وضعه في المكتبات، وكلما سألهم عن اسباب التأخير، يقولون العملية جارية في اجراءاتها «البطيئة»، ويبدو أن الدولة ليس من اولوياتها الثقافة والمكتبات، والشخصية المضطهدة في الكويت هي «الكتاب» ولاشيء غير الكتاب، مشيرا الى أن ما يصرف للمكتبات العامة لو تم تسليمه الى مؤسسة أهلية، فحتماً سيتم تحريك آلات المكتبات المعطلة، وستنشط حركتها، ويكثر الاقبال عليها».