اعتلت خشبة المسرح وهي في الـ17 من عمرها نوال... صوت شجيّ يعشق الترحال!
تغنت نوال بحب الكويت منذ نعومة أظفارها، فسميت بـ{الكويتية» وظل اللقب مرادفاً لها أينما حلّت. تميّز صوتها ببوح شجي ونكهة عاطفية خاصة. نشأت في منطقة «الدوحة» ثم انتقلت بعد ذلك إلى «سلوى» حيث تقطن الآن.اعتلت نوال خشبة المسرح لأول مرّة وهي في الـ17 من عمرها، في وقت لم تكمل فيه بعد مرحلة التعليم الثانوي. استطاعت أن تقيم علاقة عاطفية حميمة مع جمهورها، منذ تلك اللحظة. أثبتت أنها فنانة حقيقية مكتملة الموهبة. كذلك مكّنها حسّها الفني العالي وحبائلها الصوتية ذات المقدرة المتنوّعة، من اقتحام عالم الغناء بكل قوة والسير بخطوات ثابتة. كانت الحفلة الأولى التي أحيتها بمثابة شهادة ميلاد لمطربة أثنى عليها النقاد كثيراً، وتوقعوا لها مستقبلاً فنياً زاهراً، وهو ما كان فعلا. عشقت كوكب الشرق أم كلثوم، وكثيراً ما رددت أغنياتها في جلساتها الفنية سواء العامة أو الخاصة.
يوه يايوهكان للمرحوم الملحن الكويتي راشد الخضر دور في إطلاق موهبة نوال الغنائية، إذ لحّن لها أغنية «يوه يايوه» عام 1984 وهي الأغنية التي كتب كلماتها عبداللطيف البناي، فكانت البداية مع اثنين يصنفان ضمن عمالقة الأغنية الخليجية. بعد غياب عن الساحة الفنية دام أربع سنوات، عادت نوال إلى الغناء، وتوالت إصداراتها الفنية ابتداء من عام 1989.مطربة رائدةتعتبر نوال من المطربات الرائدات فى منطقة الخليج. حين ظهرت في الساحة الغنائية لم يكن هناك مطربات خليجيات كثيرات، وكانت بدايتها متزامنة مع رائدتين أخريين هما رباب وعتاب. على رغم أنها توقفت عن الغناء لفترة، من دون إيضاح أسباب لذلك، إلا أن عودتها الغنائية كانت قوية للغاية.تعليمهالم تواصل نوال تعليمها الجامعي لسبب انشغالها بالفن. درست فى معهد الموسيقى فى الكويت واكتسبت منه الكثير، كالاحتكاك بالساحة الفنية والتعرف الى عدد من الملحنين الكويتيين الذين اقتنعوا بموهبتها وقدمو لها ألحانا عديدة.إصداراتهاقدمت نوال أغنيات حققت لها نجاحا كبيرا في عالم الأغنية الخليجية، وكان ألبومها الأول صدر في نهاية عام 1983. معروف عن النجمة الكويتية أنها لا تضع اسماً معيناً على ألبوماتها، وتكتفي بعبارة «نوال 98 « أو «99» ... وهكذا. سئلت ذات مرة عن السبب وراء ذلك فقالت: «لأن أغنيات ألبومي كلها أعتز بها، لذلك لا أفضل واحدة على أخرى, وأترك الألبوم من دون عنوان كي لا أفرض على المستمع الكريم أغنية معينة, بل أجعله هو الذى يحدد». من أشهر أغنياتها «يوه يا يوه» و»أربع سنين». كذلك صورت أغنيات كثيرة على طريقة الفيديو كليب، وهي من أوائل المطربين الخليجيين الذين تعاملوا مع هذا الأسلوب الجديد فى الأغنية العربية, ومن أغنياتها المصورة: «أنا من شوفتك»، «دروبي»، «سنين وأيام»، «عرفت قدري»، «مرة أطيعك»، «لولا المحبة»، «أعاني»، «تدري»، «أنا ولا أنت»، «لو رحت عني»، «يا مصبّر الموعود»، وغيرها.دويتوكان لا بد لنوال من أن تتجه نحو «الديو الغنائي» والذي يحقق لمن يقدمه مزيدًا من الانتشار، لأنه يعتمد على جمهور مزدوج لفنانين اثنين، وليس لفنان واحد. قدمت مشاركات غنائية مـع فنـانين كثـيرين، وتحـديـداً مع المطرب السعودي عبدالله رشاد، واستطاع الاثنان تحـقيق نجاح كبير من خلال أغنية «كان ودي نلتقي» والدويتو الرائع ايضا مع الفنان عبد الله الرويشد في أغنية «حبيبة قلبي شخبارك» وأخيراً مع الفنان فضل شاكر في أغنية «أحاول». كذلك سجلت للنجمة الكويتية جلسات مع كبار نجوم ورواد الطرب الخليجي والعربي.ملحنون وشعراء تعاونت نوال بالكلمات والألحان والتوزيع الموسيقي مع ملحنين و شعراء كثيرين، من بينهم: عبدالله الرويشد، عبدالله رشاد، راشد الخضر، عاصم الشافي، حسن عبدالله، مطيع العوني، مشعل العروج، عبدالرحمن الحوتان، ناصر الصالح، طارق محمد، تركي، أمير طعيمه، منير الجزائري، رياض الهمشري، الامير سعود بن عبدالله، ناصر الصالح، وغيرهم.حب السفرتعشق نوال السفر الى البلدان التي تتميز بالهدوء والطبيعة الخلابة، ودائما تفضل الترحال مع مجموعة من الناس، ولا تحب السفر بمفردها. تقول إن وجودها مع أناس آخرين يمنحها مزيداً من الثقة والاطمئنان. اجتماعية بطبعها، وفي حال وجودها مع أناس لا تعرفهم فإنها سرعان ما تتأقلم معهم، وتجاذبهم أطراف الحديث. تحب البقاء في البيت لساعات طويلة، لكنها تشدد على أنها ليست انطوائية، وإنما رومانسية للغاية، وتؤثر فيها الكلمة أبعد تأثير. حفلات ومهرجاناتشاركت نوال في مهرجانات كثيرة في دول مختلفة منها: مهرجان «صلالة» في سلطنة عمان، ومهرجان الدوحة الثقافي. بالإضافة إلى حفلات غنائية في مصر ولندن. والنافل حضورها الدائم في مهرجان «هلا فبراير» في الكويت، كذلك مشاركاتها في الأعياد الوطنية المحلية.يذكر أن نوال كانت أول مطربة عربية تشارك في مهرجان «الجنادرية» في عام 1998، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة، وكان اسم الأوبريت الغنائي الذي شاركت فيه «فارس التوحيد».صعوباتاصطدمت نوال في مسيرتها الفنية بعثرات وعراقيل، استطاعت أن تتخطاها بكل ثقة وعزم، تقول: «توفيت والدتي في وقت مبكر ما آلمني كثيراً، وكانت تحظى بمكانة خاصة في نفسي». توضح أن تأخرها في الحصول على الجنسية الكويتية كان من الأمور الصعبة التي أعاقت مسيرتها في بادئ الأمر. استدركت قائلة: «الصبر مفتاح الفرج، والحمدلله».موقف لا تنساهتزخر ذاكرة الفنانة نوال بمواقف يصعب نسيانها، تشير في هذا الصدد إلى وقوفها لأول مرة على خشبة المسرح، خلال حفلة أقيمت في دولة البحرين عام 1984، تقول عن تلك اللحظات: «كنت في حالة قلق وخوف شديدين، لكنني عندما صعدت إلى خشبة المسرح وواجهت الجمهور، تبدّد الخوف تماماً، واستطعت أن أنتزع التصفيق والإعجاب، زرع ذلك الموقف الثقة في نفسي».استطردت النجمة موضحة أنها شاركت خلال العام ذاته في حفلة في العاصمة البريطانية لندن، مؤكدة أن تلك الحفلات أضافت الكثير إلى رصيدها الغنائي على الرغم من حداثة سنّها في ذلك الوقت. تولي نوال اهتماماً كبيراً للصحافة، وكل ما يُكتب عنها من آراء نقدية. ناهيك عن أنها تتقبل التوجيه، من كل من يُسدي إليها نصيحة من الأصدقاء والمقربين.