Ad

إنها أيام أعياد للبنان وللعرب وللمسلمين بامتياز، صار يشبهها اللبنانيون وأنصارهم من جبهة الممانعة والمقاومة من كل حدب وصوب بأعياد بدر وحطين وجالوت والقادم أكبر وأعظم، كما يقول العارفون ببواطن الأمور والقارئون للمستقبل الواعد!

أن تكون في لبنان في هذه اللحظة بالذات، فأنت محظوظ بالتأكيد، لأنك ستكون شاهداً على لحظة تاريخية جدلية ومثيرة جداً لم تمر على هذه البلاد بهذه الكثافة والأهمية، كما هي اليوم وذلك للأسباب التالية:

أولاً: لأن لبنان سيشهد هذه الأيام ما بات يعرف بعيد التحرير الثاني، أي تحرير عميد الأسرى العرب واللبنانيين الفدائي الكبير سمير القنطار، والقادة الشهداء العظام من المقاومة الإسلامية الذين أبكوا جنرالات العدو في حرب الـ33 يوماً رغم أنف العالم كله الذي اجتمع في حينه عليها، متهماً إياها بـ«المغامرة»، وراهن على عدم صوابية رؤيتها، وأنها لابد لها يوماً من التسليم لمعادلة جبروت القوة والعلو الإسرائيلي- الأميركي... فإذا بها تخيب آمالهم اليوم بشكل لافت ومثير!

ثانياً: لأن لبنان سيسجل هذه الأيام سابقة، هي الأولى في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، عندما سيكون أول بلد عربي يسترد، ليس فقط أسراه جميعاً ورفات شهدائه من دون أي ثمن سياسي يذكر على الاطلاق، بل سيسترد الذاكرة العربية والوطنية الفلسطينية منها واللبنانية من خلال رفات المئات من الفدائيين الفلسطينيين واللبنانيين والعرب، وفي مقدمتهم الفدائية العملاقة دلال المغربي، وهم الذين يشكلون فصلاً مجيداً من تاريخ النضال والجهاد العربي المضيء!

ثالثاً: لأن لبنان سيحيي هذه الأيام قيم التضامن العربي والإسلامي جميعها في أبهى صورها العابرة للطوائف والمذاهب والأعراق والأطياف والمدارس السياسية والفكرية من خلال صفقة التبادل المؤثرة والمثيرة لأشكال الوجدان الإنساني كلها، التي يمكن أن تجتمع في عملية واحدة!

رابعاً: لأن لبنان سيثبت في هذه الأيام، ومن جديد، أنه قادر على إعادة الحياة إلى قيمته الوطنية والإنسانية الذاتية رغم اجتماع قوى الشر العالمية كلها عليه في محاولة لكسر إرادته وعزيمته على النهوض،، وذلك من خلال القدرة الفائقة التي أبداها المنتصرون على العدو الخارجي في تمكنهم من استيعاب واحتواء ارتدادات تلك الهجمة الشرسة كافة، والتي نراها اليوم تتكسر في أكثر من موقع داخلي، ومنه موقع النجاح في تشكيل حكومة الوفاق الوطني بعد أن تكسرت أمواجها العاتية الأولى أثناء مقاومة «عدوان تموز»، ومن ثم أمواجها المتتالية في أكثر من محطة على امتداد السنتين الماضيتين!

خامساً: لأن لبنان سيتوج في الأيام القليلة المقبلة ملكاً على العرب والمسلمين من خلال سيد المقاومة الإسلامية السيد حسن نصر الله، الذي سيكون من حقه أن يرفع شارة نصر كبيرة على أعداء أمته بكل فخر واعتزاز وامتياز، كما تقول وسائل إعلام العدو مذعنة صاغرة، لأنه الرجل الذي سيشكل المثل الأعلى والنموذج الذي يحتذى به في الصمود والمقاومة والإصرار والصبر الاستراتيجي الذي آتى أكله في لبنان، ما يؤكد إمكان تكرار تلك التجربة الناجحة في الساحات والأقطار والأمصار كلها العربية والإسلامية!

إنها أيام أعياد للبنان وللعرب وللمسلمين بامتياز، صار يشبهها اللبنانيون وأنصارهم من جبهة الممانعة والمقاومة من كل حدب وصوب بأعياد بدر وحطين وجالوت والقادم أكبر وأعظم، كما يقول العارفون ببواطن الأمور والقارئون للمستقبل الواعد!

من هنا لابد من توجيه تحية الإكبار والإجلال والاعتزاز إلى المقاومين والمجاهدين اللبنانيين الأبطال الذين يتوِّجون رؤوس العرب والمسلمين هذه الأيام بتيجان الغار والعز والفخار!

فهؤلاء المجاهدون والمقاومون بما صنعوه هم وسيدهم، جعلوا للحرية طعماً آخر لا يشبهه إلا طعم رياحين الجنة و«عرسانها» الذين نذروا أنفسهم لله!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني