إعلانات الـ Facebook وسيلة مُبتكرة للتسويق!

نشر في 23-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 23-09-2008 | 00:00

وصفتني صفحتي على Facebook بأنني بدينة.

لعل السبب هو صورتي، أو هويتي الجنسية أو لأنني مرتبطة، لكن قرر هذا الموقع أنني فتاة تحتاج إلى تخفيض بضعة كيلوغرامات من وزنها، ولم يخجل من الاستراتيجيات التي استعملها.

لم تكن طريقة التصرّف تلك أشبه بقيام صديقة مقرّبة مني بأخذي جانباً وإخباري بطريقة لطيفة أنها لاحظت أنني اكتسبت بعض الوزن، ثم سؤالي عما إذا كان ثمة أمر ما يزعجني في حياتي الشخصية وأحتاج إلى التحدث عنه.

كلا، لم يكن الوضع كذلك. في كل مرة ولجت فيها إلى صفحتي الرئيسة، كانت إعلانات Facebook تصرخ في وجهي برقّة قائد لطيف «Muffin Top»، أي صاحبة المعدة البارزة والناتئة. كان هذا الاعلان تحديداً يصوّر امرأة تعاني من تلك المشكلة (امرأة في سروال جينز ضيّق جداً مع كتلة دهون تتدلى من خصرها).

حدّثت الجملة التي تشير إلى وضعي الراهن واستبدلتها بأخرى تقول «رايتشل لا تحبذ أن تقول لها صفحتها على Facebook إن معدتها بارزة وناتئة».

معلومات شخصيّة

يذكر أن موقع Facebook الإلكتروني يوجه إعلاناته إلى المستخدمين استناداً إلى المعلومات الواردة في سجلهم الخاص، هذا ليس مفهوماً جديداً بالطبع. يرى الأولاد عادة إعلانات الألعاب أثناء مشاهدتهم قناة Nickelodeon، وتشاهد النساء إعلانات حبوب منع الحمل أثناء مشاهدتهن قناة Lifetime.

لكن من ينقّبون في البيانات لموقع Facebook يعرفون الكثير من المعلومات عنا لأننا نفصح لهم عن الكثير. مثلاً، يعرف Facebook تاريخ ميلادي، وضعي الاجتماعي، الكتاب الذي أقرأه إلى جانب معلومات شخصية أخرى. بدأ هذا الموقع يحوّل تلك المعلومات إلى موارد مالية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مع إطلاق إعلانات موقع Facebook، التي تتوجه إلى الميادين التي يفترض أن تثير اهتمام المستخدم (أو النقاط الحساسة لديه نفسيًّا).

أساسًا، يتمثل الهدف الخفي من الترويج للمنتجات في جعلك تشعر بالنقص والعار لأنك لست كاملاً. أسنانك مصفرَّة. رائحة إبطيك مقرفة. أنت بدين وكثيف الشعر.

غير أن تقنية الاستهداف تلك ليست بغريبة على مستعملي البريد الالكتروني الخاص بموقع Google وهو يحمل اسم Gmail، الذي ينتج إعلانات استناداً إلى ما يكتبه المستعملون في نص الرسالة الالكترونية. تقترح كل من شركتي TiVo و Netflix برمجة تستند إلى الفيلم الذي كنت تشاهده.

فسّر مات هيكس، الناطق باسم Facebook، طريقة جذب الانتباه تلك إلى المعلنين:

«إذا كنت مصوّر أعراس، هل سترغب في تبديد مالك على الترويج لجمهور عام؟ أو أنك سترغب في الوصول إلى من يهمّهم الأمر، كالخطاب مثلاً؟»

حملة ساخرة

بعدما غيرت الجملة التي تشير إلى وضعي الراهن والتعليق بشأن المعدة البارزة والناتئة، زاد هجوم Facebook كما لو أنه ولد في ملعب المدرسة حمّسه رد فعلي الأول. بما أنه على علم بأنني مرتبطة وسأتزوج، عرض الموقع إعلاناً عبر الجهة اليسرى من الشاشة، وهو يعتقد أنه يلامس نقطة ضعف مفترضة لدي. «هل تريدين أن تكوني عروساً بدينة؟ تعلّمي كيف تخسرين الوزن قبل اليوم المنشود».

أجبت الموقع مجدداً بطريقة أكثر شراسة ونقرت على وصلة مكتوبة باللون الأزرق وفيها «كتابة تقرير» وملأت استمارة.

ظهرت أمامي قائمة من الاحتمالات ورد فيها: هل كان هذا الاعلان «مضللاً، مهيناً أو إباحياً؟» فأجبت باختيار أنه كان مهيناً. شكرني Facebook على رأيي وقال إنه سيتخذ الخطوات المناسبة، لكن عليّ ألا أتوقع أي تبليغ بشأن تلك الخطوات.

بيد أن شيئًا لم يتغير، واستمر Facebook في حملته العنيفة والساخرة على النساء ذوات المعدة البارزة والناتئة والعرائس البدينات. حوّلت عينيّ عن تلك الإعلانات وحاولت أن أبقي في ذهني عبارة «كل ما تقولونه يرتد عليكم». لم أتحوّل إلى فتاة تعاني من أزمة على صعيد مظهرها الخارجي، ولم أنكب على اتباع الحمية أيضاً. لكن لا بد من أن ثمة تأثيراً نفسياً معيناً ناجماً عن تلك الصور التي تتحدث عن خسارة الوزن أسبوعياً.

تحريت أكثر وحصلت على وثيقة موجّهة للمعلنين بعنوان «أخطاء شائعة في مجال الإعلانات»، ووجدت فيها هذه الجملة «لا ينبغي لنص الإعلان أن يتصرف بشكل مختلف مع أفراد معيّنين أو يهين الشخص الذي يشاهده». حتى إنه أعطى مثالاً على إعلان يتطرق إلى الحمية باستعمال لغة غير مقبولة: «أنت بدينة. عليك ألا تكوني كذلك».

غير أن إعلان المعدة الناتئة والبارزة لم يعد يُعرض، سواء كفّ المعلنون عن عرضه باختيارهم أو بالقوة، فلن يقول هيكس الناطق باسم موقع Facebook ذلك. ثمة تغيّرات أخرى قيد التحضير في هذا الموقع، في الشهر الماضي مثلا، شدّد الموقع إرشاداته، في ما يتعلق بالإعلانات، ليتطرق جزئياً إلى إعلانات الحمية. بذلك لا يمكن لأي إعلان يتناول الصحة أو الحمية أن يتوجه إلا إلى المستعملين الذين تخطت أعمارهم الثمانية عشرة عاماً، وعلى تلك الإعلانات أن «تمدّهم بالمعلومات من دون أن تصوِّر أي حالة أو مظهر خارجي للجسم بطريقة سلبية».

في شهر يوليو (تموز) الماضي، أطلق Facebook طريقة التواصل الجديدة التي تتضمن زري «الابهام المرفوع/ الابهام المقلوب»، ليتمكن المستعملون من تلقي الإعلانات التي تهمهم وحسب.

افترضت أن الاعلانات التي تتناول الحمية ستختفي بعدما بدّلت المعلومات بشأن وضعي العائلي من «مرتبطة» إلى «متزوجة» في شهر مايو (أيار) الماضي، هذا ما حصل فعلاً. أصبحت الآن أتلقى الإعلانات التالية:

«هل تحاولين أن ترزقي بأولاد؟ زوري موقعنا الآن. نحن شبكة وطنية تضم اختصاصيين في مجال الخصوبة نعالج العقم لدى الرجال والنساء».

شكراً لك Facebook لأنك وصفتني بالعاقر!

back to top