كشف حساب مفصل... كل ما يلزمك لتفريغ علاقة عاطفية ما من محتواها هو... كشف حساب مفصل لما حصل عليه أحد طرفي هذه العلاقة من هذه الرابطة العاطفية!

Ad

عندما يُظهر الطرف الآخر فجأة كشفاً تفصيلياً كان يخبئه طوال الوقت خلف ظهره، ويحتوي هذا الكشف على كل ما أخذه الشريك من هذه العلاقة وما لم يأخذه هو، كل لمسة حنان، كل بسمة عذبة، كل موعد، كل «مسج» صباحي، كل كلمة حلوة حصل عليها الطرف الآخر، وفي المقابل كل ما كان يتمناه صاحب الكشف ولم يحصل عليه، كشف لم يغفل شاردة ولا واردة مما حصل عليه أحد طرفي هذه العلاقة العاطفية، ويحتوي على جانب واحد من العلاقة... الجانب المدين فقط!! هنا... تتأكد أن تلك العلاقة لم تكن علاقة حب... إنما عملية سرقة!... على الأقل بالنسبة لمن كان يخبئ ذلك الكشف خلف ظهره ليظهره في الوقت المناسب.

ينتابك إحساس بأن هذا الطرف كان ينظر إلى تلك العلاقة على أنها كانت مجرد خزنة مليئة بالنقود والنفائس، تم السطو عليها وسرقتها من قبله هو وشريكه، وفي لحظة ما يعتقد أنه ظُلم في توزيع تلك «الغنيمة»، فيقرر مواجهة الشريك الآخر ومحاسبته متسلحاً بذلك الكشف التفصيلي، ليحصل على ما يعتقد أنه نصيبه العادل من... السرقة!

وعادة ما يختتم هذا الطرف محاسبته لشريكه بجملة تحمل هذا المعنى: «هذا ما قدمته أنا خلال هذه العملية... وهذا ما كان يجب أن أحصل عليه»!!

هذا الطرف لم يكن يشارك الطرف الآخر اللحظات، ولم يكن يشاركه متعتها، ولم يكن يعطي لإثراء هذه العلاقة وتعميقها في جبين الزمن، كل ما كان يفعله هو أنه كان ينتظر اللحظة التي «يقبض» فيها ثمن كل ما كان يقوم به، يريد أن يحصل على المقابل لكل لحظة قضاها خلال هذه العلاقة مع فوائدها، فهذه العلاقة لم تكن بالنسبة له سوى فرصة لجني الأرباح العاطفية من صفقة غير معلنة.

كان طوال علاقته مع الطرف الآخر... يحمل ورقة وقلما... وربما آلة حاسبة، ثم في آخر اليوم يجري عملياته الحسابية المعقدة، ليتمكن من الوصول إلى صافي الأرباح والخسائر لكل ما قام به خلال ذلك اليوم من أجل هذه العلاقة!

كشف حساب مفصل يظهره أحد طرفي العلاقة، وتدرك حينها أن تلك العلاقة لم تكن مشروع حب، بل إنها ليست مشروعة أصلاً.

الحب هو الإحساس برغبتك الصادقة في العطاء لأجل العطاء، هو الإحساس بأن ما تعطيه للطرف الآخر والعلاقة العاطفية هو عطاء لذاتك، عطاء لا تتبعه مِنّة، ولا شعور بالإحسان والتفضّل.

أيها الأحباب... تخلّصوا من ذاكرتكم الحسابية مع من تحبون، إمحوا كل ما تعلمتموه في المدارس من عمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة، ولكي تبقوا على عطائكم نقيّاً خالصاً لوجه الحب... تخلصوا من كشوفات الحساب التي تظهر الجانب المدين لأحبابكم.