قالت النَّسمَةُ

Ad

هذا النَّحْلُ غالى في أذاهْ.

كم على وَجْنَتِكِ الغَضَّةِ

قد أطبقَ فاهْ

وَمَضى يَرشِفُ مِنها الدَّمَ حتّى مُنتهاهْ!

عَجَباً مِمّا أَراهْ!

لِمَ لا تُبدينَ شكوى أبداً مِمّا أتاهْ!

ولماذا الشَّوكُ

لا يُبْدي لَهُ أيَّ انتباهْ؟!

قالتِ الزَّهرةُ:

فَلْيرشِفْ كما شاءَ هَواهْ

كُلُّ أعضائي فِداهْ!

لِمَ أَشكو؟!

كُلُّنا فَوقَ مَنايا غَيرِهِ يَعدو..

لتحقيقِ مُناهْ.

أنتِ يا شهقةَ رُوحِ الرّيحِ، تمتصّين عِطري..

لِتَسوقيهِ الى كُلِّ اتّجاهْ.

وَهْوَ يمتصُّ دمائي..

ثُمَّ يُلقيها

وَيُلقي مَعَها ذَوْبَ دِماهْ

عَسَلاً فَوقَ الشِّفاهْ!

وأَنا.. تاجي، وَعَرْشي

وَعُطوري المُشتهاهْ

كُلُّها

مِن جَسَدِ الطّينِ

وَِمِن روحِ المياهْ!

نَحنُ يا أُختاهُ نُعطي ما جَنَيْنَا

وَهْوَ يَجني ثُمَّ يُعطي ما جَناهْ.

هكذا تحلُو الحياهْ

حِينَ يَشقى كُلُّنا

مِن أَجْلِ إسعادِ سِواهْ!