عندما يلتقي الأضداد!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والمستغرب ان فصائل غزة الفلسطينية بادرت الى العزف على الوتر نفسه الذي عزف عليه المستوطنون، وكأن القضاء على عملية السلام هدف مشترك للطرفين، وكأن إسقاط «كاديما» وتسيبي ليفني وفوز «الليكود» وبنيامين نتنياهو إنجاز قومي، مع أنه بالتأكيد، إن تحقق بالفعل، سيشكل إنجازاً هائلاً لعتاة التطرف الإسرائيلي وإطفاءً لباقي ما تبقى من بصيص أمل لإنقاذ العملية السلمية... وهذا يذكرنا بسنوات بعيدة خلت تعود لثمانينيات القرن الماضي عندما كانت قوى الرفض الفلسطيني تراهن على ما أسمته «وطنية» بيغن وشامير لقطع الطريق على توجهات منظمة التحرير الفلسطينية السِّلْمية. لم تأخذ خطوة توقيع ألفين من كبار جنرالات الجيش الإسرائيلي السابقين وكبار متقاعدي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أبعادها في الإعلام العربي، وهذا جاء كتناغم وإن كان غير مقصود مع أصحاب التوجهات العدمية الذين يضعون الإسرائيليين كلهم بيمينهم ويسارهم في سلة واحدة، ويعتبرون ان الخل هو أخ للخردل، وان المراهنة على الجبهة الإسرائيلية الداخلية «تطبيع» مستنكر ولا ضرورة له. كان يجب ألا تضع فصائل غزة الفلسطينية سيوفها الى جانب سيوف عتاة التطرف الإسرائيلي، وأن تلجأ الى التصعيد على غرار ما قام به المستوطنون في مدينتي الخليل ونابلس ومدن أخرى في الضفة الغربية، وأن تمهد للانتخابات الإسرائيلية المقبلة بهذا التوتير المقصود به حشد المزيد من التفاف الإسرائيليين حول بنيامين نتنياهو وحزبه وبرامجه، والهدف المشترك بين هؤلاء وأولئك هو تدمير عملية السلام وقطع الطريق على مبادرة السلام العربية ومنعها من الوصول، حيث يجب ان تصل، وهذا هو ما أراده الذين انبروا للقيام بتلك الحملة الشعواء المضادة لعملية تسويق هذه المبادرة التي قامت بها السلطة الوطنية الفلسطينية وبخاصة في إسرائيل نفسها. * كاتب وسياسي أردني