انتهازية حدس ... حالة المرأة الكويتية!

نشر في 07-05-2008
آخر تحديث 07-05-2008 | 00:00
 أحمد عيسى وجدت صعوبة بالغة في وصف مدى الانتهازية التي بلغتها الحركة الدستورية الإسلامية، خلال الانتخابات البرلمانية الجارية، فبينما اتخذ نوابها موقفا معارضا لحقوق المرأة السياسية في جلسة 16 مايو 2005، نجدهم الآن لا يتوارون عن مغازلتها بعدما خبروا قوتها في الانتخابات الماضية.

والحق أن موقف «حدس» غير مستغرب بتاتا من حركة سياسية، تجيد القفز بين المواقع، وتختار خط الرجعة قبل الموقف، فساستها يعلمون تماما أن «الحي يقلب» و«التغير» من معالم الحياة، وفي حالتنا اليوم بعد الواقع الجديد المتمثل بالدوائر الخمس وخيارات الناخب الأربعة، سينسى الناس ويصفحون عن موقفهم المعادي للمرأة، التي عارضوا مشاركتها في العمل السياسي شرعا واجتماعا قبل ثلاثة أعوام، ثم رجعوا يكسبون ودها اليوم، بعد أن أفاقوا على واقع جديد قوامه تشكيلها أكثر من نصف عدد الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم بعد عشرة أيام من الآن.

لغويا «انْتَهَزَها» تعني اغتنمها، أو استفاد منها، و«حدسيا» انتهزها، تعني التفَّ على الحقائق، وغيّر التاريخ، وتبنى موقفا مغايراً لما كان ثابتا عليه حتى قبل ثلاثة أعوام، متى ما عرف أن من وقف ضده في ذلك الوقت يستطيع اليوم إنجاح خصومه.

الدكتور محمد البصيري وقف في جلسة 16 مايو 2005 مبينا بحسب المضبطة: «إن الذين يقفون اليوم ويصنفون بأنهم معارضون لحقوق المرأة السياسية هم أصحاب مبادئ»، ويضيف في موقع لاحق من الجلسة نفسها «نحن نقول رأفة بالمرأة ليس هذا أوان الأمر» أما في يوم الجمعة الماضي، نجده يقول في لقائه مع ناخبات دائرته الانتخابية إن «المرأة الكويتية تشكل الرقم الصعب في هذه الانتخابات، خصوصا في (الدائرة) الرابعة التي تمثلها 54 ألف ناخبة، بينما نصيب الرجال من الأصوات يصل إلى 40 ألفاً» ويزيد في نفس اللقاء حسب رواية إحدى الصحف أن «المرأة شقيقة الرجل، وستقف مع الذي سيضمن حقوقها ويكفلها لها».

أما زميله في الدائرة الثالثة الدكتور ناصر الصانع فنجده يتخذ نفس الموقف في جلسة إقرار حقوق المرأة السياسية حينما قال «نسجل تحفظنا على ما دار، كنا نتمنى أن تنال المرأة حق مشاركتها السياسية في دولة الكويت، من خلال آلية طبيعية، وقبول شعبي، وقبول اجتماعي، وقبول برلماني» ويشدد على أن «هذا بلا شك لم يحصل»، لكنه مع ذلك لم يتوان خلال غبقة حدس النسائية في أكتوبر الماضي عن التأكيد بأنه «داعم للمرأة الكويتية، وهي جزء أساسي من العمل السياسي»، بل يتمادى في المغازلة أثناء نفس اللقاء، حينما سُئل عن موقفه من التصويت على حقوق المرأة السياسية بتبيانه أن «هذا كان في الماضي، واليوم المرأة شريك فاعل، وأنا شخصيا نجحت في الصندوق الثالث الذي يخص النساء».

إن ما سبق من مقتطفات تكررت بالطريقة والأسلوب مع بقية الساسة الإسلاميين، الذين شهدوا وحضروا جلسة 16 مايو 2005، إلا أن انتهازية «حدس» بلغت حداً لا يوصف، بانقلابها على موقفها، وهي التي كانت قد أرجعته إلى مانع شرعي، مؤكدة أننا بالفعل نعيش في زمن قل فيه الثبات على الموقف، ما يقلقنا من مستقبل البلد، متى ما استمر الساسة الإسلاميون في إدارته.

back to top