Ad

كل كويتي، وبغض النظر عن مذهبه أو عرقه، يجب أن يكون في حكمنا سواء، وبالتالي فليس لنا أدنى حق في مجرد أن نتخيل أن الكويتيين الشيعة ولمجرد أن إيران شيعية سيميلون باتجاهها على حساب وطنهم. كل كويتي ولاؤه لوطنه، ومن يثبت عليه العكس، فهو خائن، كائناً من كان سواء أكان شيعياً أم سنياً، حضرياً أم بدوياً.

من الطبيعي أن يكتب كثير من الزملاء على هامش التوتر الناشئ في المنطقة بسبب احتمالات نشوب الحرب ضد إيران، لكن من المستغرب جدا أن يجد القارئ رابطاً يكاد يكون مشتركا بين أغلب، إن لم يكن كل، هذه المقالات يدندن بشكل صريح أحيانا بشأن، أو يلمس من طرف بعيد في أحيان أخرى، أن إيران دولة شيعية وموقف الكويتيين الشيعة مما سيحصل إن هي قامت الحرب!

سمعت بنفسي، ومن أكثر من شخص، باختلاف المستوى الثقافي والانتماء الفكري، السؤال وبصيغة مباشرة أحيانا عن ماذا سيكون عليه موقف الكويتيين الشيعة من الحرب، خصوصا إن جرى استهداف الكويت، أو المصالح الأميركية فيها حتى نكون أكثر دقة؟

لا غضاضة عندي من هذا السؤال إن ورد في السياق التحليلي الموضوعي، لكنه يصبح مشكلا ومزعجا إن هو انطلق من عقلية أو نفسية تنظر إلى الكويتيين الشيعة باعتبارهم مواطنين يعتمل في صدورهم ولاء يحتمل الشك أو ولاء مزدوج، بل ان هذا السؤال، إن جاء من هذه المنطلقات، مؤهل لأن يتجاوز دائرة الإشكال والإزعاج ليدخل في دائرة الخطر عبر باب تهديد الوحدة الوطنية.

كل كويتي، وبغض النظر عن مذهبه أو عرقه، يجب أن يكون في حكمنا سواء، وبالتالي فليس لنا أدنى حق في مجرد أن نتخيل أن الكويتيين الشيعة ولمجرد أن إيران شيعية سيميلون باتجاهها على حساب وطنهم. كل كويتي ولاؤه لوطنه، ومن يثبت عليه العكس، أكرر، يثبت عليه عكس ذلك، فهو خائن، كائناً من كان سواء أكان شيعياً أم سنياً، حضرياً أم بدوياً.

لكنني وإن قلت ذلك، فإنه لا يعني مطلقا أن كل من ينظر إلى إيران بشكل إيجابي هو موال لها على حساب وطنه، وبالتالي يسقط تلقائيا في خانة الخيانة، وكذلك فليس كل الناظرين إلى إيران بإيجابية هم من الشيعة دوما، فأنا ومعي كثير ممن أعرف، ننظر إلى إيران باعتبارها بعدا ثقافيا وحضاريا لا غنى لنا كعالم إسلامي عنه، وننظر إلى جوانب التطور والاكتفاء الذاتي الإيراني بكثير من الاحترام، بل وننظر إلى العديد من صفحات الملف السياسي الإيراني بكثير من التقدير.

وفي المقابل، فغني عن القول إن ليس كل من يعارض إيران وسياساتها ومواقفها هو من غير الشيعة، فهناك من الشيعة أنفسهم من يرفض ممارسات النظام السياسي القائم في إيران جملة وتفصيلا.

مرادي من كل ما سبق هو القول إنه لا حق لأي أحد في أن يضع الكويتيين الشيعة في موقع الاتهام وان يسمح لنفسه أن يستفزهم لتبيان موقفهم من إيران، وكأن ولاءهم في محل الشك.

لا يوجد عندنا كويتيون على درجات مختلفة على سلم الحقوق، ومن يعيش هذه العقدة مسكين يجني على نفسه، فالكويتيون كلهم سواء بسواء في الحقوق والواجبات، ولاؤهم أولا وأخيرا لوطنهم، ومَن كان على غير ذلك فليس منهم.