«يا الجزاف زور الدوحة... ولا تحسف»!
إطلالة رئيس هيئة الشباب والرياضة فيصل الجزاف الإعلامية الأخيرة، بيَّنت مدى شغف واهتمام المواطنين بجانب شؤون الأنشطة الرياضية المختلفة إلى مسؤولية مهمة من مسؤوليات الهيئة والمتمثلة في المنشآت الرياضية، فمعظم اللقاء التلفزيوني استُهلك في أسئلة من الجمهور حول «استاد جابر الأحمد» الرياضي، وما شهده هذا المشروع الحلم لكل مواطن، من تجاوزات في التصميم والإشراف والتنفيذ.
ولم يكن مفاجئاً كلام اللواء الجزاف عندما قال إن ملعب الاستاد لا يتناسب مع طموحنا، بالإضافة إلى العيوب الإنشائية التي أدت إلى غرق بعض غرفه بمياه الأمطار الأخيرة!أسئلة وتعليقات الجمهور حول مشروع «جابر الرياضي» كانت تملؤها الحسرة والمرارة مما يجري... وتردد في ثناياها أيضاً السؤال الكويتي الأبدي لماذا يحدث هذا في مشاريعنا في الكويت رغم ما نملكه وما حبانا الله به من إمكانات مالية؟... ولماذا نُحبَّط كلما لاح لنا حلم وطني بإنجاز كويتي مميز يماثل ما يتحقق من حولنا وفي دول تملك إمكانات أقل منا بكثير؟ وحسب الإجراءات القانونية والإدارية، فإن «استاد جابر» كان يجب أن يسلَّم من الشركة المنفَّذة في عام 2007 ومن ثم إلى الهيئة لمباشرة استخدامه، ولكن للأسف... فإن الأمر مازال معلقاً حتى اليوم، وعمليات الإصلاح و»الترقيع» فيه لا يعرف أحد مداها، والناس تتساءل هل سيتم التحقيق ومحاسبة أحد على هذا العبث؟!وفي المقابل، فإن مبررات ما شهده المشروع من نكسات كثيرة يعزوها بعض المسؤولين إلى التصميم، وهي قصة طويلة في الكويت، فمعظم مشاريعنا تكون علَّتها في التصميم وبعد ذلك التسيب في الإشراف، والتلاعب في التنفيذ، فتصاميمنا في الغالب قديمة وبالية للمشاريع الكبرى وحتى الصغرى، ولكم أن تجدوا ذلك شاخصاً في ما يتم الآن في بناء ملعبي نادي خيطان واليرموك، وما أُنجز في نادي السالمية، فهي ملاعب بـ»ستايل» قديم بحواجز عالية حول الملعب وتكسية خارجية من الطابوق والطلاء التقليدي بينما الملاعب الحديثة تستخدم فيها الأشكال الحديدية والزجاج والألومنيوم بشكل رئيسي، كما أن المدرجات التي يجري إنشاؤها حالياً تتخذ شكلاً شديد الانحدار والمقاعد بلاستيكية تقليدية، وكأننا ننسخ ملاعب من فترة الخمسينيات من القرن الماضي، بينما أي مهتم بشؤون الرياضة ويتابع الدوري القطري أو الإماراتي تلفزيونياً يشاهد جماليات وحداثة الملاعب التي تقام عليها المباريات والأنشطة الرياضية في جميع الأندية هناك سواء كانت صغيرة أم كبيرة.لذلك... فإنني اقترح على اللواء الجزاف ومعاونيه من المسؤولين عن المشاريع وتصاميمها، أن يأخذهم جميعا في جولة إلى الدوحة عاصمة دولة قطر ومدن دولة الإمارات ليطلعوا على ما أنجز هناك من منشآت رياضية وملاعب بتكلفة مشابهة لما نصرفه إن لم يكن أقل، وليتعرف السادة المصممون والمهندسون على ما استجد في هذا المجال، وإذا ما تم نقل جزء يسير مما سيشاهدونه هناك إلى المرافق الرياضية الكويتية الجديدة، فستكون هي البصمة المميزة التي سيتركها الجزاف للجماهير وفي تاريخ الرياضة الكويتية لأن شؤونها الأخرى أصبحت مستعصية و»محبوسة» في ردهات السياسة وألاعيبها!