جمعان الحربش... يحترق!!

نشر في 01-02-2009
آخر تحديث 01-02-2009 | 00:00
 سعد العجمي سبق أن كتبت بأن جمعان الحربش أفضل نواب الحركة الدستورية الموجودين على الساحة حاليا، وهو من أفضل نواب مجلس الأمة في الآونة الأخيرة، واليوم مازلت عند هذا الرأي، وهو أن الحربش كان وسيظل نائبا له حضوره وتأثيره في قاعة عبدالله السالم.

بعد عرّاب الإخوان المسلمين طيب الذكر مبارك الدويلة، لم تقدم الحركة نائبا أو على الأقل مرشحا من الممكن أن يعوض غياب الدويلة الذي أصاب الحركة في مقتل، وهو الغياب والفراغ الذي يحاول جمعان الحربش أن يشغله بعد أن بات كل شيء في «حدس» في ظل البيات الشتوي الذي يعيشه زميلاه في الحركة، الصانع والشايجي، فهو من يقود ومن يواجه ومن يدافع، ومن يهاجم إذا تطلب الأمر.

على كل فإن «حدس العريقة» التي أزعجتنا هي وقواعدها بترديد مقولة التيار الأكثر تنظيما على الصعيد السياسي في الكويت، أثبتت أنها لا تفقه سياسيا ولا حتى تنظيمياً بعد أن انكشف ظهرها، وسقطت ورقة التوت عن مقولتها الخالدة تلك، حيث بات من الواضح أنها تدير عمليتها السياسية بعقلية «شيوخ القبائل» في المسلسلات الأردنية البدوية.

الحركة تعيش الآن ما يسمى بـ«حرق المراحل»، فهي انتقلت من المولاة إلى المعارضة دون التدرج في ذلك، وهو خطأ لا يقع فيه إلا «جهال السياسة»، فالأولى أن تمهد «حدس» لهذا التحول حتى لا يكون مربكا لها ولكتّابها وقواعدها عند الدخول في نقاشات أو جدال مع الآخرين، وهو الوضع الذي تعيشه الآن.

كان على الإخوان المسلمين، وهم من يقزمون الآخرين سياسيا، أن يدركوا أن الصدام مع الحكومة والحاجة إلى الشارع سيأتيان يوما ما، مهما طال شهر العسل مع الحكومة، وبالتالي الاستعداد لهذه المرحلة، من خلال عدم المشاركة في الحكومة قبل السابقة، مع رفع وتيرة الخطاب تجاه السلطة التنفيذية بين فترة وأخرى تحسبا للمواجهة، التي متى ما حدثت تكون الحركة قد هيأت نفسها وكتّابها وقواعدها للعب دور المعارضة الحقيقية، وليس المعارضة من أجل المعارضة التي تمارسها في الوقت الراهن.

ولأن «حدس» تعيش الآن مرحلة الترنح السياسي وفقدان التوازن، وهو وضع طبيعي لأي تيار يتحول من الموالاة إلى المعارضة في لمح البصر، فإن هذا الوضع قد أثر على النائب جمعان الحربش الذي تخلى عن بعض، من كثير، من الهدوء والأخلاق العالية التي يحملها، فدخل في مهاترات شخصية مع الملا والدقباسي لم نكن نتوقعها من رجل فاضل مثل «أبو عبدالله» وهو الإمام والخطيب السابق الذي يعلم قبل غيره مسؤوليات من يعتلي المنبر ناصحا للناس وموجهاً لهم.

أعرف جمعان الحربش عن قرب، وسبق أن أشدت به، وسأبقى مشيداً متى ما ظل يستحق ذلك، لكنني في هذا المقام سأكون له من الناصحين، لأقول انتبه يا «أبو عبدالله» من أن تحرق نفسك من أجل «حدس» التي تحتاجك هي أكثر مما تحتاجها أنت، نعم مارس دورك الرقابي والتشريعي كما تريد، اختلف مع من تشاء وأولهم أنا، واتفقْ مع من تريد، صوّتْ حسب قناعاتك واستجوبْ من ترى أنه يستحق الاستجواب، ولكن احرص على ألا تستخدمك «حدس» رأس رمح لها في مواجهاتها مع الآخرين حتى لا تحترق بنارها يا «أبو عبدالله»، فالحركة لم تقدّم لك مالياً ولا سياسيا، ما قدمة لك «عيال وائل» وشرفاء الدائرة الثانية خاصة، وأهالي الكويت عامة، الذين أوصلوك إلى قبة البرلمان لتدافع عنهم لا عن «حدس».

back to top