هايف والقلاف «ملوك الطوائف»!
الحكمة تقتضي عدم انجرار الإسلاميين الشيعة بالذات للرد على هايف بخصوص هذا الموضوع بل ترك مهمة الرد عليه لمن يشترك مع هايف قبليا أو مذهبيا سواء من إسلاميين أو ليبراليين- مع كرهي لاستعمال هذه المصطلحات- حتى نفوت الفرصة على من يريد تفتيت المجتمع.
كم أنت مسكين يا وطني، تتقاذفك الأهواء الانتخابية يمنة ويسرة غير عابئة بك أو بمستقبلك، ننام ونستيقظ على تصريحات للتكسب الانتخابي وللاستهلاك ولخداع الناس وللاستقطاب الطائفي القبلي بينما العقلاء «ضايعين بالطوشة».آخر هذه التصريحات ما تفوه به محمد هايف من أن أفراد لجنة الإزالات من الشيعة وهم يريدون هدم مساجد السنة! فلا أتذكر أنه مر عليَّ تصريح بمثل هذا التطاول على الوحدة الوطنية وخلط الأوراق وإعطاء مسألة تطبيق القانون بعدا مذهبيا لتأليب الناس على معارضته، وللتكسب الانتخابي، ولنشر الفتنة الطائفية في المجتمع، وفي المقابل، فإن ردود الأفعال الخاطئة لمثل هذه التصريحات قد تفاقم المشكلة بدلا من معالجتها، وأقصد هنا بالتحديد رد سيد حسين القلاف على هايف وتهديده بأنه سيدفع الثمن غاليا على تصريحه هذا.لا أريد أن أدخل في نية سيد حسين لكن تهديده لهايف بدفع الثمن غاليا (ولا أدري كيف سيجعله يدفع الثمن غاليا؟) سيزيد بلاشك من رصيد السيد الانتخابي، وسيكون لسان حال الطيف الذي يمثله القلاف هو: «زين إسوّي فيه السيد... لي متى إحنا ساكتين عن هذا». وفي المقابل فإن تصريح السيد سيرفع بلا شك من الرصيد الانتخابي لهايف أيضا، وسيكون لسان حال مناصريه من منطلق قبلي أو مذهبي هو: «عنادا على القلاف سنؤيد هايف وإذا فيه خير إينفذ تهديده». فبالرجوع إلى سيرة محمد هايف وخطابه السياسي، نستطيع أن نقول إنه كان يقصد استفزاز الطرف الآخر والحصول على ردة فعل قوية من قبل شخصية لها رمزيتها الدينية والسياسية (مثل سيد حسين) حتى يصبح هو بطلا قوميا عند قاعدته اعتمادا على النعرة القبلية والمذهبية، وبذلك يكون سيد حسين القلاف قد حقق رغبة هايف بدلا من تفويت الفرصة عليه.لا أحاول هنا أن أساوي بين ما قاله هايف وما قاله سيد حسين، فالفرق شاسع لأن الأول كان يهدف إلى الفتنة، ولست أطالب بعدم الرد مطلقا على هايف وتصريحاته الخطيرة، بل أجد من الضروري إيقاف مثل هذا السلوك عند حده، لكنني أدعو إلى الحكمة في معالجة هذا الموضوع حتى لا نحقق رغبات هايف وما يريده من تعميق الفرز والاستقطاب القبلي الطائفي في المجتمع من حيث لا ندري، وهنا أذكر بخطاب سيد حسين الهجومي على جمال الكندري في انتخابات 2006 والذي أدى إلى نجاح الثاني وخسارة الأول (مع اختلاف الظروف والموضوع).لذلك، الحكمة تقتضي عدم انجرار الإسلاميين الشيعة بالذات للرد على هايف بخصوص هذا الموضوع بل ترك مهمة الرد عليه لمن يشترك مع هايف قبليا أو مذهبيا سواء من إسلاميين أو ليبراليين- مع كرهي لاستعمال هذه المصطلحات- حتى نفوت الفرصة على من يريد تفتيت المجتمع ونجعله (يطلع بالشينة) بدلا من أن نجعله مَلِكاً للطائفة أو القبيلة بسبب ردة الفعل الخاطئة.فالانجرار وراء العواطف ونحو الحمية القبلية والطائفية سهل جدا ومربح جدا انتخابيا لمن يستعمله، لكنه مدمر للوطن بأبنائه جميعهم، ولذلك ندعو المواطنين إلى اتباع نصيحة سمو الأمير بحسن الاختيار، وندعو المرشحين إلى التعقل والابتعاد عن قلة الأدب والتأزيم والتصعيد المستمر، خصوصا بعد خطاب سمو الأمير الثاني الرافض لإثارة الفتنة، فهل نتعظ أم نظل نسير نحو الهاوية؟!