حتى تكون اتفاقاتهم مجدية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
إنه من الضروري أن ينتهي هذا الانقسام السياسي والجغرافي والإداري والتنظيمي بين «حماس» و«فتح»، وبالتالي بين «حماس» من جهة، ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية من جهة أخرى، ثم إنه ضروري أن تتفق هذه الأطراف على إلغاء الصيغتين القائمتين حالياً؛ صيغة حكومة غزة وحكومة رام الله، وتشكيل حكومة «تكنوقراط» ينتهي دورها وتتنحى جانباً بمجرد الانتهاء من إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، لكن يبقى أن بيت القصيد هو الموقف السياسي الذي من المفترض أن يذهب به الفلسطينيون إلى العالم كله بعد وحدتهم، وبعد تشكيل حكومة جديدة يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية فعلية. سيكون أي إنهاء لهذا الانقسام بمنزلة قفزة في الهواء، بل ان أي اتفاق على تشكيل حكومة «تكنوقراط» مؤقتة، وعلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لن يكتب له العمر الطويل ما لم يستند هذا الاتفاق إلى تفاهم سياسي بالنسبة إلى عملية السلام، التي من المنتظر أن تشهد زخماً جديداً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، سواء جاء الفوز إلى جانب الجمهوريين أم إلى جانب الديموقراطيين. لا جدوى ولا فائدة من أي اتفاق إذا بقيت المواقف متباعدة بالنسبة إلى استحقاقات عملية السلام، وإذا بقيت حركة فتح تشد في اتجاه بينما حركة حماس تشد في اتجاه مغاير، فالمعروف ان السنوات الأخيرة شهدت اتفاقات كثيرة بين هاتين الحركتين، من بينها اتفاق مكة المكرمة، واتفاق صنعاء الذي أصبح مبادرة عربية في قمة دمشق العربية الأخيرة، وقبل ذلك اتفاق القاهرة الشهير، لكن كل هذه الاتفاقات انهارت ولم تصمد أمام حقيقة تباعد المواقف السياسية إزاء العملية السلمية. * كاتب وسياسي أردني