حتى تكون اتفاقاتهم مجدية!

نشر في 20-10-2008
آخر تحديث 20-10-2008 | 00:00
No Image Caption
 صالح القلاب بينما لم يبق سوى أيام قليلة على الاجتماع المفترض الموسع، الذي تقرر عقده في القاهرة والذي سيضم ثلاث عشرة منظمة وتنظيماً وفصيلاً فلسطينياً مــن بينها الحركتان المتناحرتان «فتح» و«حماس»، فإنه لا يمكن الجزم بأن هذا الاجتماع سينعقد فعلاً وبكل هذه الأطراف المعنية، والسبب الأول هو أن الوضع الفلسطيني الداخلي غير مريح على الإطلاق، وقد يطرأ أي تطور مفاجئ فتعود الأمور إلى نقطة الصفر، أما السبب الثاني فهو أن القوى الإقليمية والدولية التي تمسك بالخيوط الفلسطينية قد تحبط هذا اللقاء حتى في الساعات الأخيرة.

في كل الأحوال إن كل الحوارات التمهيدية التي جرت سابقاً والجارية الآن بين الطرفين الفلسطينيين الأساسيين «فتح» و«حماس» على انفراد، وبين وزير المخابرات المصرية عمر سليمان تبدو كـ«التغميس» خارج الصحن، فالموضوع الأساسي الذي يجب التركيز عليه هو العملية السلمية، وهو دفع هاتين الحركتين إلى الالتقاء عند نقطة محددة بالنسبة إلى هذا الأمر تستجيب استجابة صريحة وواضحة لاستحقاقات السلام ولاشتراطات اللجنة الرباعية المكلفة بمواصلة الجهود المبذولة، للتوصل إلى الحل المقبول المنشود.

إنه من الضروري أن ينتهي هذا الانقسام السياسي والجغرافي والإداري والتنظيمي بين «حماس» و«فتح»، وبالتالي بين «حماس» من جهة، ومنظمة التحرير والسلطة الوطنية من جهة أخرى، ثم إنه ضروري أن تتفق هذه الأطراف على إلغاء الصيغتين القائمتين حالياً؛ صيغة حكومة غزة وحكومة رام الله، وتشكيل حكومة «تكنوقراط» ينتهي دورها وتتنحى جانباً بمجرد الانتهاء من إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، لكن يبقى أن بيت القصيد هو الموقف السياسي الذي من المفترض أن يذهب به الفلسطينيون إلى العالم كله بعد وحدتهم، وبعد تشكيل حكومة جديدة يجب أن تكون حكومة وحدة وطنية فعلية.

سيكون أي إنهاء لهذا الانقسام بمنزلة قفزة في الهواء، بل ان أي اتفاق على تشكيل حكومة «تكنوقراط» مؤقتة، وعلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة لن يكتب له العمر الطويل ما لم يستند هذا الاتفاق إلى تفاهم سياسي بالنسبة إلى عملية السلام، التي من المنتظر أن تشهد زخماً جديداً بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، سواء جاء الفوز إلى جانب الجمهوريين أم إلى جانب الديموقراطيين.

لا جدوى ولا فائدة من أي اتفاق إذا بقيت المواقف متباعدة بالنسبة إلى استحقاقات عملية السلام، وإذا بقيت حركة فتح تشد في اتجاه بينما حركة حماس تشد في اتجاه مغاير، فالمعروف ان السنوات الأخيرة شهدت اتفاقات كثيرة بين هاتين الحركتين، من بينها اتفاق مكة المكرمة، واتفاق صنعاء الذي أصبح مبادرة عربية في قمة دمشق العربية الأخيرة، وقبل ذلك اتفاق القاهرة الشهير، لكن كل هذه الاتفاقات انهارت ولم تصمد أمام حقيقة تباعد المواقف السياسية إزاء العملية السلمية.

* كاتب وسياسي أردني

back to top