Ad

كعادتها تثير الأعمال الدرامية التي تجنح نحو السياسة حالة من الذعر لدى جهاز الرقابة في التلفزيونات العربية، خصوصًا التلفزيون المصري الذي وضع محاذير كثيرة منها عدم التعرّض للأنظمة السياسية وعدم ذكر أية سلبيات عن القيادات السياسية السابقة أو اللاحقة، كذلك عدم الهجوم على أميركا سواء بشكل مباشر أو بطرق ملتوية، وهو ما تسبّب في حذف مشاهد كثيرة من بعض المسلسلات واستبعاد بعضها الآخر نهائيًّا.

أول المسلسلات التي طالها الاستبعاد «ظل المحارب»، بطولة هشام سليم، السوري باسم ياخور، علا غانم، عبد الرحمن أبو زهرة، وهو من تأليف بشير الديك وإخراج نادر جلال، وعلى رغم أنه من إنتاج قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري وحصل على تقييم امتياز، كما يقول مخرجه نادر جلال، إلا أنه استُبعد من العرض على القنوات المحلية في التلفزيون المصري والتي تحظى بنسبة مشاهدة عالية، بحجة أنه يتعرض للأنظمة السياسية ويرصد، بأسلوب درامي غير مباشر، ما يحدث على الساحة العربية من خلافات.

تدور أحداث المسلسل حول «كربستان» وعاصمتها «أربيا»، وهي دولة صغيرة على الخريطة، إلا أن أهميتها اتضحت منذ سنوات، عندما اكتُشفت بحيرة بترول وثروات معدنية ويورانيوم في أراضيها، ما جذب إليها أنظار الدول العظمى، فيبدأ التناحر بين القوى الداخلية والجهات الخارجية التي تطمع في تلك الثروات.

يبدو أن عبارات الثورة ومشاهدها وإسقاط الحكومة في تلك الدولة الوهمية استفزت لجنة الرقابة، فاستبعدت المسلسل من العرض في رمضان على الرغم من اختياره من ضمن المسلسلات الثمانية التي رشّحت للعرض.

تعنّت

يواجه الجزء الثاني من مسلسل «الدالي»، الذي يؤدي بطولته نور الشريف، نوعًا من التعنّت بسبب تصوير مرحلة ما بعد حرب 1973 مرورًا بالانفتاح واغتيال الرئيس السادات ثم تولي الرئيس محمد حسني مبارك رئاسة الجمهورية، ما أدى إلى تدقيق الرقابة في المشاهد كافة وحذف جمل حوارية من المسلسل.

أما مسلسل «عدى النهار» فيواجه موقفًا صعبًا بسبب تناوله شخصيات أثير حولها جدل كبير في الستينات من القرن الماضي، خصوصاً شخصية «جلال عارف» التي يجسدها صلاح السعدني. رأت الرقابة أنه قد يفهم منها أنها تصوّر إحدى الشخصيات المرموقة راهنا، لأنها تمزج بين من عمل في جهاز المخابرات المصري ومن عمل كمساعد للرئيس جمال عبد الناصر، لذا حُذفت مشاهد كثيرة لهذه الشخصية، ما أصاب بطله ومخرجه إسماعيل عبد الحافظ بالإحباط. يشارك في بطولته نيكول سابا ورزان مغربي، وهو من تأليف محمد صفاء عامر.

لم تكن مفاجأة أن يُمنع «عبد الناصر» من العرض على التلفزيون المصري، فقد توقّع الجميع أن يلقى المسلسل هذا المصير ومن دون أسباب مقنعة، ما أصاب منتجه بالإحباط، خصوصاً أنه تبلّغ مباشرة أن التلفزيون لن يعرض مسلسلا عن جمال عبد الناصر خلال شهر رمضان، ولم يوضح ما إذا كان هذا الموقف يشمل أوقاتاً أخرى غير الشهر المبارك أيضاً.

استغرب مؤلف المسلسل يسري الجندي موقف التلفزيون المصري الذي يتنكّر لعرض مسلسل عن زعيم الثورة، وقال: «كان من الأولى أن ينتج التلفزيون نفسه هذا المسلسل خصوصا أنه أنفق بسخاء على مسلسلات كتبتها بنفسي عن الزعيم الراحل سعد زغلول وهدى شعراوي وغيرهما، فلماذا يحرم الشعب المصري من مشاهدة مسلسل عن شخصية بحجم عبد الناصر وأهميته؟}.