المؤسسات الحكومية خاوية... إلا من أصحاب الضمائر الحية! الأحد والاثنين إجازة غير رسمية لموظفي الدولة

نشر في 29-09-2008 | 00:00
آخر تحديث 29-09-2008 | 00:00
 خالد الدوسري تقبل طاعتك وعيدك مبارك...

تبدو هذه التهنئة جميلة ومقبولة لدى الجميع، خصوصا في مثل هذه الأيام، ولكنها لم تكن على هذا النحو في أروقة الوزارات والمؤسسات الحكومية صباح أمس، بعد أن باتت هذه التهنئة تعني «تصريف» المراجعين الذين حضروا أمس ولم يتمكنوا من إنجاز ما جاؤوا من أجله لغياب المسؤول أو الموظف المختص، فيبادر أحد الموظفين الموجودين في المؤسسة للمراجعين بهذه التهنئة الباردة «تقبل الله طاعتك وعيدك مبارك» ويلحقها بـ«راجعنا بعد العيد»!

بين إجازتين

مشكلة غياب الموظفين في مثل هذه الأيام، التي تتصادف أن تكون بين إجازتين وهي عادة ما تتكرر كل عام سواء في الأعياد أو المناسبات الوطنية والدينية الأخرى، ومع ذلك لا نجد هناك تحركاً حقيقياً من قبل معظم المؤسسات الحكومية، ولا سيما الخدماتية منها لضمان استمرار العمل في هذه المؤسسات وليتمكن المواطن أو المقيم من إنجاز معاملته دون أن يضطر للتفرغ لأيام فقط لإنجاز معاملة قد لا يستغرق انجازها ساعة اذا ما كان الموظفون على رأس عملهم!

يقول قيادي يعمل في احدى المؤسسات الخدماتية في مجمع الوزارات فضل عدم ذكر اسمه لـ «الجريدة» انه وجّه انذارات مباشرة لجميع العاملين في قطاعه الأسبوع الماضي بضرورة الالتزام بمواعيد العمل يومي الأحد والاثنين وعدم التغيّب لكي لا يضطر لاتخاذ إجراء قانوني بحق من سيتغيب، لافتا الى انه حرص اليوم على الحضور مبكراً للعمل للتأكد من التزام الموظفين، لكنه فوجئ ان هناك نسبة غياب كبيرة دفعته الى اتخاذ بعض الإجراءات الإدارية لإنجاز معاملات المراجعين على النحو المطلوب من قطاعه.

استهتار

غير أن أحد المراجعين في مجمع الوزارات أكد لـ«الجريدة» انه حرص على التواجد منذ بداية العمل لإنجاز معاملته ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب تغيّب المسؤول عن توقيعها وعدم وجود من ينوب عنه، لافتاً الى أن مثل هذا الوضع يدل على استهتار بعض المسؤولين والموظفين في انجاز معاملات المواطنين والمقيمين أيضا.

ويطالب القيادي بمنح القياديين صلاحيات أوسع ليتمكنوا من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب والسيطرة على الموظفين الذين لا يكترثون بمصالح الآخرين، مؤكدا بأنه لا يستطيع اتخاذ إجراء بحق معظم المتغيبين أمس ومن سيتغيب اليوم لأنهم سيحضرون يوم الأحد المقبل ومعهم «طبية» خصوصا بعد ان اصبحت بعض المستشفيات الخاصة توفرها لمن يرغب مقابل 30 ديناراً فقط!

مكاتب العاملين في المؤسسات الحكومية ستكون اليوم ايضا خاويه لأنهم قرروا أن يمنحوا أنفسهم إجازة على حساب الآخرين، ويبقى أصحاب الضمائر الحية فقط جالسين على مكاتبهم في انتظار المراجعين أو لإنجاز ما تقتضيه واجباتهم الوظيفية!

ومن يرغب بمشاهدة حال المؤسسات الحكومية فما عليه سوى التجوّل اليوم فيها لمشاهدة المكاتب خاوية إلّا من اصحاب الضمائر الحية هؤلاء الذين يؤمنون أن العمل في رمضان وغيره من الأيام جزء من العبادة.

back to top