إن انفجار دمشق وبعده انفجار طرابلس أيا تكن الأيدي الصغيرة الآثمة التي ارتكبته وتلطخت بدماء الأبرياء من ورائه لا يمكن أن تكون أسماؤها وعناوينها إلا إسرائيلية بامتياز!

Ad

انفجار دمشق الأخير وما تلاه في طرابلس لبنان من استهداف متجدد للعسكر اللبناني، ثمة من وضعه في إطار حرب الإرهاب المفتوحة على كل ما هو حد أدنى من الاستقرار الأمني الممكن ولو بحده الأدنى للوضع العربي الذي يحاول منذ مدة أن ينتشل نفسه من النزاعات الداخلية المحيطة به من كل جانب!

ولما كانت هذه الحرب المفتوحة هي بالدرجة الأولى إسرائيلية بامتياز حتى لو أخذت طابعا «قاعديا» هنا أو «سلفيا» هناك، فإن الأصابع لايمكن أن تشير إلا إلى الموساد والمخابرات الدولية الداعمة والمساندة لها أيا كان اللباس أو «الدمغة» التي طبعت به في الإعلام والبيانات!

الذين يعتقدون بهذا التحليل يجزمون بوقوف إسرائيل وراء هذه التفجيرات مهما حاولت القوى والأدوات الصغيرة التي تقف وراء مثل هذه الانفجارات التستر على الفاعل الحقيقي في الظاهر أو في الباطن!

والسبب عندهم بسيط للغاية والتحليل مبسور وسهل الوصول بقدر ما هي الحقيقة العارية التي تقف وراء مدمني قتل الأبرياء والمدنيين هؤلاء! فمنذ الغزو الأميركي للعراق ودخول المنطقة العربية والإسلامية في مسلسل ما بات يعرف بالمفخخات والتفجيرات العنيفة للمساجد والحسينيات والمطاعم والأماكن العامة التي يتجمهر حولها المواطنون العاديون يوميا، والقصة الدائمة واليومية والهدف الثابت لهذه الأعمال الإرهابية هو هدف من شقين: الشق الأول قتل أكبر عدد ممكن من الناس الأبرياء، والثاني هو الخلط المتعمد والمقصود والواعي والهادف بين أعمال المقاومة المشروعة والمطلوبة والمدعومة شعبيا للاحتلال الأجنبي، وبين أعمال العنف الأعمى المدبرة والمخطط لها بعناية في غرف الظلام الحالكة على يد قوى خفية وغير معلنة، تبقى محل جدل الناس وحدسهم وتخميناتهم التي لا تنتهي!

اليوم ومع تنامي أخبار وأنباء المصالحات اللبنانية-اللبنانية من جهة، وكذلك الأخبار المتسارعة التي تتسرب بين الحين والآخر، وهي تبشرنا باحتمال أن تنجح هذه الفضاءات التصالحية اللبنانية لاسيما تلك التي تداعت على خلفية مؤتمر الدوحة الشهير من جهة، وما تلاها من فضاءات مؤتمر دمشق الإقليمي الدولي التصالحي أيضا من جهة أخرى، فإن المتضرر الرئيسي من هذه النجاحات لابد أن يكون بالضرورة مرة أخرى هو العدو الإسرائيلي نفسه مضافا إليه كل من تعامل أو لا يزال يتعامل معه من المتضررين الصغار أيضا من المصالحات وأجواء وفضاءات الاستقرار!

إن انفجار دمشق وبعده انفجار طرابلس أيا تكن الأيدي الصغيرة الآثمة التي ارتكبته وتلطخت بدماء الأبرياء من ورائه لا يمكن أن تكون أسماؤها وعناوينها إلا إسرائيلية بامتياز!

ليس مهماً أين تم تفخيخ السيارة، وليس مهما من أي حدود مرت أو مُرّرت، وليس مهما من دفع وموّل ورعى وحمى وساند، وإلى أي طائقة أو مذهب أو دين في الظاهر انتمى، لأن الهدف من وراء كل تلك التغطية هو ضرب الاستقرار والمصالحات اللبنانية والعربية أولا، ومن ثم ثانيا المحاولة المستمرة والمستميتة من أجل تشويه صورة المقاومة العربية والإسلامية الناصعة ضد الاحتلال الأجنبي، وفي مقدمته الاحتلال الإسرائيلي الذي مُرّغ أنفه فوق تراب لبنان الطاهر في حرب يوليو العدوانية البغيضة، وانتصار المقاومين اللبنانيين المجيد الذي أبكى جنرالاتهم ولا يزالون يتحسرون على استرداد ولو جزء بسيط من هيبتهم وكبريائهم، ولكن هيهات أن يحصل ذلك، والأيام بيننا ستثبت لمن لا يزال لديه بعض شك أو تردد!

* الأمين العام لمنتدى الحوار العربي - الإيراني