زحمة العيد وركوب الأوتوبيس
«لن ترتقي الأمم إلا إذا تعلم أبناؤها كيف يركبون الأوتوبيس (الباص)» مقولة واقعية قالها الكبار لتعليم الصغار، ان النظام هو أساس النجاح، فعندما يغلب النظام على طباع الشعوب تختفي مشكلات كثيرة مستعصية تكلف خزانات الدول ما يفوق طاقتها... وقد يتساءل بعضنا عن علاقة تلك المقولة بالواقع المعيش في الكويت، فالكل هنا يعرف كيف يركب «الباص» -على الرغم من أن المواطنين لا يستخدمونه أصلا- ولكن بقليل من التدقيق في الحياة من حولنا نجد أن تلك المقولة تنطبق بصورة تكاد تكون طبق الأصل على ما نمر به من أحداث في المناسبات، والدليل ليلة عيد الفطر المبارك، إذ ازدحمت الشوارع بصورة لا يصدقها عقل كما لو كان العيد جاء فجأة ومن دون سابق إنذار، فخرج الجميع في توقيت واحد لشراء ما يلزمهم، في صورة تتكرر قبل كل عيد وقبل كل رمضان وقبل كل عام دراسي جديد. وهنا لنا وقفة، فإذا كنا نضع النظام ضمن اولوياتنا لما رأينا هذا الزحام الشديد الذي عطل المرور وضيع الكثير من الأوقات الثمينة، ولقسمنا عملية الشراء العويصة تلك على أيام الشهر الكريم، وتجنبنا مشكلات نحن في غنى عنها.
ومن أراد مطالعة البرهان الفعلي لانطباق مقولتنا هذه على واقع الحياة فعليه أن يتابع حركة السيارات عند التقاطعات التي تحكمها الإشارات خلال الأوقات السابقة للمناسبات، فقد كانت ليلة عيد الفطر مثالا حيا على «عدم معرفتنا كيفية ركوب الأوتوبيس» حيث تعطلت حركة المرور وازدحمت الشوارع مما أجبر العديد من السيارات على الوقوف في مربع التقاطع ومنع المركبات التي أعطي لها الضوء الأخضر من مواصلة سيرها، فلو كان لدينا القليل من الحنكة النظامية لما حدث هذا، إذ كان من الواجب على من يرى أن ازدحام الشارع أمامه لن يسمح له بتخطي طريق سيارات الجهة المقابلة ألا يتحرك من مكانه حتى لو كانت الإشارة أمامه خضراء لتسهيل انسيابية الحركة المرورية.فهل يا ترى سنتعلم كيف نركب «الأوتوبيس»... عفواً «الباص» أم لا؟!