الأشغال تدخل غينيس بمدة الحفر... لا بالحفر! حطمت الرقم القياسي بأضخم حفرة في العالم
تعد موسوعة غينيس للأرقام القياسية منالاً ليس سهلاً لكثير من الاشخاص والمؤسسات والمنظمات، بل حتى الدول، لتسجيل أسمائها في هذه الموسوعة الذائعة الصيت، بغية تحقيق شيء أو مكسب لم يستطع الآخرون تحقيقه، لكن «وزارة أشغالنا» استطاعت بكل سهولة ومن دون عناء تحطيم رقم قياسي جديد في مجال عملها، بعد أن همّت بحفر أضخم حفرة في العالم! ولكن ليس «بأشغالها» بل «بانشغالها» أي بالمدة التي استغرقتها تلك الحفرة التي تنوي إقامة أكبر مستشفى عليها في الشرق الاوسط، ألا وهو مستشفى جابر الأحمد في جنوب السرة.الحفرة التي تبدو في الصورة المصاحبة، لا تنم عن حفرة استغرق «نبشها» منذ بدء عملياتها في 16/1/2007 وحتى لحظة قراءة هذا العدد من «الجريدة» نحو 14928 ساعة، ولو أخذنا من كل 24 ساعة اي من كل يوم ساعة واحدة فقط فصارت المدة 623 ساعة لاخترقنا طبقات الارض بما فيها اللب، بل لخرجنا من الجهة المقابلة لنا من الكرة الارضية!
ونحن من موقعنا نطالب ألا يبخس القائمون على تسجيل الارقام القياسية في الموسوعة حقوقنا، ويستغلونا لأننا عرب وخليجيون وكويتيون! ولعل الغريب في الأمر، أن وزارة الأشغال، لا تزال تراهن على وعدها الذي قطعته على نفسها سابقاً، اذ اعلنت قبل أشهر انها ستنجز المستشفى خلال سنوات. فعلاً صدق مَن قال: «اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب».إن ما «يتحفنا» فعلاً هي الصور التي وضعت على السور المؤقت لمكان العمل، إذ لوهلة تتخيل وانت تنظر إلى صور الطاقم الطبي والمراجعين والابتسامات العريضة، انك تسير بجانب «مايو كلينيك» أو إحدى مصحات ألمانيا أو التشيك، لكن سرعان ما تصحو على الواقع المرير الذي يذكرك بتعطل جميع المشروعات، أو على أحسن الاحوال تنفيذها في أضعاف المدة التي يستغرقها تنفيذ المشروع نفسه في بلد آخر، وكأن الناس أدمنوا مخدرا ما مثل «القات» وأصبحوا لا يقوَون على الحركة الطبيعية، وإن قاموا فهم كسالى.