السلاح الأميركي لإسرائيل
رفضت الحكومة اليونانية أن ترسو الشحنة الأميركية الضخمة من الأسلحة المتجهة إلى اسرائيل في موانئها، وقد كان مقررا أن تتوقف تلك الشحنة في الميناء اليوناني الخاص أستاكوس في غرب اليونان في طريقها إلى أشدود. وتتضمن الشحنة 989 حاوية من الذخائر والمتفجرات، ومن المقرر بموجب وثائق الصفقة التي أعلنتها وزارة الدفاع الأميركية، أن تكون هناك شحنة أخرى في الطريق تتضمن فوسفوراً أبيض، وهو سلاح عشوائي ويعرف بإحداثه حروقاً بالغة، ومحرم استخدامه.اللافت في الموضوع أن وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس قد صرحت في مؤتمر صحافي بأن الحكومة اليونانية لن «تسمح باستخدام الموانئ اليونانية لإيصال السلاح الى اسرائيل، سواء أكان ذلك ميناء أستاكوس أم أي موقع آخر».
وقد بذل برنامج منظمة العفو الدولية المناهض للتسلح جهدا كبيرا في كشف ملابسات التزويد الأميركي لاسرائيل بالسلاح، وبالذات من خلال محطات «الترانزيت» الأوروبية. فخلال 2006 و2007 فقط تم مرور 56 مليون طلقة و3 ملايين من الذخائر وعشرات الآلاف من الأمشاط والفيوزات والدخانيات، وكان أغلبها يمر عبر مطار امستردام الدولي شيبهول، وإذ إن طيران العال الاسرائيلي قد نقل نشاطه أخيرا إلى مطار «بايرستا» البلجيكي فمن المتوقع أن يرتكز نشاط تصدير السلاح الى اسرائيل من خلال بلجيكا، كما أفادت بذلك الحملة الهولندية لمناهضة تجارة السلاح.وتفيد مصادر الحملة الهولندية بأن المطارات الهولندية والبلجيكية لم تلتزم بالاتفاقية الأوروبية الخاصة بتصدير السلاح، وهي اتفاقية ملزمة في اطار الاتحاد الاوروبي.أما لماذا نذكر هذا الأمر، فربما يكون مفيدا لمن يريد أن يتحرك وفق خطوات أكثر تركيزا، للتخفيف من المأساة، وخلق مزيد من الضغط على الهجمة العنصرية، وعسى أن يأخذ أهل القمة، التي ستنعقد، غدا بالاعتبار توجيه رسالة واضحة الى الاتحاد الاوروبي، وحتى لا يقول أحد إنه لا يعرف الاسم الانكليزي للاتفاقية الأوروبية فهي يطلق عليها: European Common Position on arms export فلربما تحذو دول أخرى حذو اليونان، ويكون لدينا القدرة على أن نقوم بشيء أفضل من «تجميد» العلاقات، المفيد للعلاقات العامة فقط لا غير، بالطبع موضوع التسليح الأميركي لإسرائيل هو موضوع قديم جديد، ولا أظن أن قمة الدوحة أو الكويت قادرة على التعامل بجدية معه، وسنكتفي بتعويل الثوريين الجدد والاسلاميين على قمم العلاقات العامة لتقود شارعا عربيا يعاني كثيرا من المطبات والحفر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.